كشفت الحرب السادسة التي تخوضها الدولة ضد عصابة التمرد والإرهاب في صعدة الكثير من الحقائق الدامغة التي تؤكد، وبما لايدع مجالاً للشك، أن هذه العناصر تنفذ أجندة خارجية ولها ارتباطات بالقوى المعادية لوطننا اليمني ووحدته. وما رفعها لشعار «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل» إلا للفت الأنظار عن الأهداف الحقيقية التي دفعتهم لإعلان التمرد على الدولة والخروج عن النظام والقانون والإصرار على الاستمرار في إراقة دماء اليمنيين ورفض كل الحلول السلمية التي قدمتها الدولة حقناً للدماء وقطع الطريق على أولئك الذين يضمرون الشر لبلادنا ولكنهم لم يثوبوا إلى رشدهم ويعودوا إلى جادة الصوات. ففي كل مرة كان يتم العفو عنهم من قبل القيادة السياسية لعلّهم يتعظوا ولكنهم مصرون أن يظلوا في غيّهم غير مدركين النهاية المحتومة التي تنتظرهم لأنهم لايواجهون قوات الاحتلال الأمريكية أو الاسرائيلية كما يرددون إنما يواجهون الشعب اليمني وقواته المسلحة والأمن، فمحافظة صعدة ليست العراق ولا فلسطينالمحتلة وجبال مران ليست هضبة الجولان ولا مزارع شبعا. يبدو أن قيادات عناصر التمرد والإرهاب في صعدة اعتقدت بأن العفو عنهم من قبل القيادة السياسية في الفترات الماضية وعدم حسم الدولة لتمردهم في الحروب السابقة جعلهم يشعرون بأنهم من القوة التي تمكنهم من رفض كل الوساطات والحلول السلمية وعدم قبول الشروط التي وضعتها الحكومة بغية إحلال السلام والأمن والاستقرار وحقناً للدماء التي تسيل وحفاظاً على الأرواح التي تزهق فركبوا رؤوسهم وزين لهم شيطانهم اشعال الحرب السادسة التي تدور رحاها اليوم في محاور صعدة وحرف سفيان ويحقق فيها أبطال القوات المسلحة والأمن انتصارات كبيرة مكبدين المتمردين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وقد دنت ساعة النهاية، فهاهم اليوم يحفرون قبورهم بأيديهم ولم يعد أمامهم سوى خيار واحد وهو الاستسلام أو الانتحار. إذا كان الحوثيون المتمردون يعتقدون أن بإمكانهم إعادة عجلة التاريخ والزمن إلى ما قبل ثورة ال 26 سبتمبر عام 1962م من خلال الاستيلاء على السلطة بهدف إعادة النظام الإمامي الكهنوتي الرجعي المتخلف فذلك أبعد عليهم من عين الشمس. فالشعب اليمني الذي فجر ثورة 26 سبتمبر عام 1962م وقضى على الحكم الإمامي الفردي الكهنوتي وفجر ثورة 14 أكتوبر 1963م للقضاء على الحكم السلاطيني والاستعمار البريطاني وخاض معارك الدفاع عن الجمهورية الأم طوال ثماني سنوات وصنع النصر العظيم في ملحمة السبعين يوماً وخاض حرب التحرير والكفاح المسلح طوال أربع سنوات وصنع انتصار الاستقلال في ال 30 من نوفمبر 1967م وصنع منجز الوحدة في 22مايو 1990م وحقق الانتصار في ال 7 من يوليو 1994م على مؤامرة الردة والانفصال وأصبح اليوم يحكم نفسه بنفسه عبر ممثليه الذين يختارهم بملء إرادته الحرة سواء في السلطة التشريعية «مجلس النواب» أو في السلطة المحلية، ليس ذلك وحسب بل إنه أصبح يختار من يحكمه في قمة هرم الدولة عبر الانتخابات الحرة.. هذا الشعب لايمكن بأي حال من الأحوال أن يقبل بعودة نظام الحكم الملكي وتقبيل أقدام الإمام الذي كان يدعي أنه ظل الله في الأرض ولا بعودة حكم السلاطين والنظام الشمولي وعهد التشطير الأسود. شعبنا اليمني قدّم قوافل من الشهداء وأنهاراً من الدماء دفاعاً عن الثورة والجمهورية والوحدة ولن يسمح أبداً تحت أي ظرف من الظروف المساس بها وسيقف دوماً بالمرصاد صفاً واحداً ضد كل من يحاول النيل من ثوابته الوطنية وإنجازاته العظيمة التي حققها في ظل الثورة والجمهورية والوحدة.. ليس أمام عصابة التمرد والإرهاب في صعدة ودعاة الشطرية سوى مراجعة أنفسهم قبل فوات الأوان.