لا أدري عن أي أمل يتحدث بعض العقلاء في كتاباتهم مؤخراً، بينما هم في حقيقة الأمر يشاركون بكتاباتهم هذه في خنق الأمل في عيوننا كلما لاحت بارقة منه في أفق الوطن الذي ابتلي «بمعقلتهم» هذه؟! فهم يأملون، أو هكذا يوهموننا، في وضع حد لما سموه ب«المأزق السياسي» و«الأزمة الخانقة» وكلاهما مفترض وليس كما يحاولون تضخيمه وتصويره للرأي العام كالتلميح بما ينذرون بتحول اليمنيين إلى لاجئين كالصومال وإثيوبيا وغيرها، وبالتالي يطالبون السلطة بتقديم تنازلات من جانبها لوقف مطاردة عناصر الفتنة والتمرد الإرهابي الحوثي. وقد أصبحت قواتنا المسلحة والأمن على قاب قوسين من دحرهم وإنهاء فتنتهم إلى الأبد، فهذا مطلب لا يؤمل منه الخروج من هكذا مأزق أو أزمة كما يتخيلونها، بل هو الغرق بعينه في دوامة الأزمات التي لم يصل إلى قلبها نظامنا السياسي بعد. كما لا أدري عن أي أمل يتحدث هؤلاء الجهابذة وهم يساوون بين السلطة والمعارضة وتحديداً«المشترك» في التسبب في هذا المأزق السياسي أو تلك الأزمة، بينما يعون جيداً أن الحرص القديم في «المشترك» هم من دفعوا بعصابة الفتنة لركوب الموجة منذ اشتعال فتيل التمرد والمواجهة الأولى في يونيو2004م، ولايزالون هم وصحفهم ومواقعهم يحرصون على ألا تندحر هذه العصابة المارقة وتستسلم لأجهزة حماية الشرعية والنظام والقانون، لأنهم سيفقدون لا محالة بؤرة يأملون من ورائها زعزعة أمن واستقرار الوطن وإرباك وإنهاك قيادتنا السياسية، وبالتالي ينقضّون على السلطة من دون المرور عبر بوابة الديمقراطية وهي «الصندوق». كان الأحرى بهؤلاء العقلاء أن يأملوا في أن تحسم السلطة هذا الورم السرطاني الخبيث واستئصال خلاياه ليتعافى جسم الوطن ومعه نحلحل بقية المشاريع السياسية الصبيانية الصغيرة، لنشعر بالأمن والأمل بأن المستقبل القادم سيكون خالياً من الأزمات والحروب؛ إذ لا يعتقد عاقل أو لبيب بأن المستقبل سيكون واعداً لليمنيين في ظل هذه التمردات والإرهاب. كما لا يعقل أن نبقي على هذا الورم الخبيث ليكون جذوة تشتعل كلما استعادت وهجها وكلما هبت عليها رياح التدخلات والأطماع الإقليمية والدعم السافر فنقوّض الأمن والاستقرار ونهز هيبة الدولة وسلطة النظام والقانون، ثم نرفع أيادينا بالدعاء للأمل الموعود بمستقبل مشرق !! أخيراً نتساءل: لماذا في مثل هذا التوقيت يطلع علينا هؤلاء العقلاء بمثل هذه الدعوات لوقف مواجهة وطنية مسؤولة ومدعومة من قبل كل الشعب اليمني بفئاته وشرائحه ضد عناصر إرهابية متمردة تكشفت كل أوراقها وسقطت آخر ورقة توت تستر سوأتها؟!. هل نقول لأن هؤلاء العقلاء يخشون من قطع دابر فتنة أزهقت المئات من الأرواح وشردت الآلاف من مواطني صعدة الأماجد، وعاثت في الأرض حرقاً وفساداً وتدميراً وتخريباً؟!. إذا كان الأمر كذلك فإننا نسألهم: أي أمل يرجونه لوطنهم وشعبهم الذي ذاق الأمرّين من فتنة وتمرد إرهابي كهذا !!