على رأي عالم في مجال «الإنسانيات» فإن «الغباء» مطلوب جداً هذه الأيام ويوفر عروضاً جيدة وحظوظاً ممتازة لأصحابه للحصول على أفضل المواقع المرموقة والامتيازات الوظيفية والمادية النادرة جداً، خصوصاً مع الأزمة المالية العالمية! .. الأعمال والوظائف المختلفة، بما فيها الوظائف الحرفية والمهنية التي تتطلب خبرة مضاعفة وقدرات وشهادات علمية وعالمية محترمة، كلها تشهد تراجعاً وكساداً في سوق العمل والإنتاج. .. إلا أن مجالاً واحداً «الغباء» بقي محافظاً على مكانته ومكاسبه، وضاعف الأغبياء من أرباحهم ورصيدهم لدى الجهات القادرة على الدفع و«التوظيف» والحريصة على تطبيق «أفضل المعايير والشروط» لاختيار الأشخاص المناسبين للخدمة في هذه أو تلك من المجالات! .. لم يسبق في تاريخ البشرية أن قامت دولة فاضلة لأناس غير فاضلين بالمرة، إلا في هذا العالم المتقدم والمتطور جداً. .. فإن المدينة الفاضلة لم تعد تعني أو تُعنى بالفضيلة كما لدى أفلاطون والفارابي وهيجل وفلاسفة «اليوتوبيا»، بل صارت تعني عكس ذلك تماماً، وغير الفاضلين هم الأكثر حظاً وحظوة والأجدر بالتمكين والرفعة!! .. هذا عالم سخيف.. أحمق.. وعديم الإنسانية، وتقريباً فإنني للتو أوردتُ من حيث لم أقصد أهم شروط وقواعد التقدم والتميز والترقي السريع في هذه المدينة وهذا العصر المظلم وشديد الغباء! .. مالم تثبت كفاءة عالية في الغباء وقلة الحياء، فلا مكان ولا مكانة لك ولأمثالك في هذا العالم الذئبي المتوحش«!!» شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]