الأكثر ألماً من حمّى الضنك هو عيش الضنك .. وفي الحالتين .. ليس أمامنا إلا الصبر .. واللهم لا حسد ! حتى وحمّى الضنك لا تتواجد إلا في مناطق معينة .. ومن زمان اختفت في ظل عالم متحضر ومتطور .. لكنها ظهرت عندنا .. وفيروسها أصر على أن يحضر مع “البعوض” .. ولا تسألوا عن السبب .. ينكشف المستور وتتضح الحقائق المؤلمة .. إهمال .. لا مبالاة .. واختفاء النظافة البيئية !! ومع ذلك .. لنا أمل في أن يغادر هذا المرض سريعاً بالقليل من الخسائر .. وبالخفيف من الأحزان .. لكن ماذا عن عيش الضنك .. ومتى يغادر .. وهل بالإمكان أن يذهب بلا عودة ! عيش الضنك .. ذكرني به القارئ صادق الجابري الذي بعث إلى ايميلي برسالة قال فيها : ما أضنك العيش في مدينة تنتشر فيها برك ومخلفات الصرف الصحي في كل حي بفضل عدم التخطيط لشبكة صرف صحي من قبل المجلس المحلي للمحافظة وغيره من الجهات المعنية .. تصدقوا أن منطقة المرور ببير باشا – وادي الدحي- الحصب – مدينة النور- البعرارة .. وغيرها كثير من الحارات والأحياء في قلب المدينة وجميعها تعتمد على “بلاليع” بجهود المواطنين .. وهي عرضه للبعوض نظراً لتسريبها الدائم والمستمر بالإضافة إلى بحر تعز المعروف بسد العامرية المكشوف الذي يجمع كل بلاوي المدينة بمنطقة عصيفرة السفلى .. ولا يتحرّج مدير الصحة في إعلان عدد الحالات المصابة بحمى الضنك .. ولا يتم مناقشة الأسباب .. ولا يتم إلزام الجهات المعنية بتنظيف الحارات من المخلفات .. وردم برك المياه الراكدة .. وعدم الضحك على الذقون برش مبيدات في الهواء في مناطق تكاثر “ البعوض” في المدينة وأطرافها التي لا ترى سوى سماسرة المتنفذين للبحث عن قطعة أرض لضعيف للبسط عليها ومصادرتها .. وشكراً لمناصرتك لمشاكلنا .. وقُبلة على جبينك من أبناء تعز ! بعد هذه السطور هل أدركتم ماذا يُقصد بحمى الضنك .. وماذا يعني عيش الضنك .. وما أضنكها من حياة عندما يتحول المختصون والمعنيون إلى جدار “جامد” ومؤهل لأن يضرب أي صاحب شكوى رأسه فيه! الضنك الحقيقي في التفاعل المفقود .. والإحساس الميت .. وفي ممارسة لعبة “الغماية” مع من أرهقتهم المخالفات والتجاوزات وحالات “اللامبالاة” والضنك الذي يقود إلى مرارة العيش سببه .. أحوال متدهورة .. وغلاء يتصاعد .. ومسئول لا يهتم إلا بالمقاولات واعتاد على “تطقيم” نوع ولون السيارة مع البدلة التي يلبسها .. ومدير يغلق أبوابه في وجه المواطنين والمراجعين والشاكين .. ومختص يبدأ دوام يومه بحسبة ما سيجني له ولمن فوقه .. والضنك أيضاً .. أن يتفشى التسيب والإهمال والفساد .. ولا من يقول لنا هذا متسيب .. مهمل .. فاسد .. حاكموه !!