«مرض حمى الضنك مستوطن في اليمن منذ 94 لاسيما بمحافظات تعزوالحديدة وشبوة وبعض الحالات ظهرت بعدن وحضرموت»!! ٭ هذا الاكتشاف العلمي العظيم، لم يتوصل إليه باحثون ألمان، ولا أطباء من النرويج ولا الفائز بنوبل الطب للعام 2009م ،بل بشارة زفها وزير الصحة العامة والسكان اليمني عبدالكريم راصع لأعضاء مجلس النواب أمس بعد استدعائه لإيضاح الحقائق لنواب الشعب حول المرض.. لم يكتف راصع بما تقدم ، بل أثلج قلوب أبناء تعز ، ونوابها في المجلس بأن المرض لم يقتل سوى شخص واحد وليس كما يتردد في بعض وسائل الإعلام ، وأن الإصابات «فقط» 117 و«الحسابة بتحسب» طبعاً.. بعد قراءتي لما دار في جلسة البرلمان أمس من «أقوال مأثورة» خرجَت من فم وزير الصحة جعلتني أحترم الرجل الذي يتمتع بمناعة شديدة من أية إصابات أو استجوابات تدينه في أية كارثة صحية، مرض ضنك في تعز أو سكر في صنعاء أو ضحايا مركز الغسيل الكلوي في الحديدة ، وبراعته في دخول البرلمان والخروج منه وملابسه ناشفة.. مكوية!! قال: «المرض يحتاج إلى ميزانية دائمة ، ومستوطن» وكأنه ينتظر تبرعات الأهالي الذين يتبرعون في الغالب لمشاريع الطرق في أريافهم، وأن المرض محتل و«بسط بالقوة في تعز» منذ 51 عاماً ، ولم نسمع أي رد من «نواب تعز» له ، أو حتى استفسار بسيط عن اختصاص وزارة اسمها «الصحة العامة» لم تستطع مكافحة مرض هزيل عبارة عن «حمى» طيلة هذه المدة من الزمن ، في وقت تكافح فيه وزارات الصحة في كافة البلدان أعتى الأمراض الفتاكة!! ولم يكتف بتلك التبريرات الذكية لنواب خارجين عن الخدمة ، بل قال: إن وزارته ستزود تعز ب«مخزون استراتيجي» من الأدوية وأجهزة الفحص - إذا وافق مجلس الوزراء في اجتماعه اليوم الثلاثاء على طلبها- ياحرام.. طبعاً باستطاعة الوزير راصع إقناع الحكومة بصرف 2 مليار ريال في أسرع وقت لمواجهة انفلونزا الخنازير ، بحجة أن الوباء عالمي ، وإصاباته بلغت في اليمن 0061، ولايستطيع أن يؤكد خبر إقناعها بالموافقة على إنقاذ مدينة وتزويدها بأدوية وأجهزة فحص قال: إنها تتطلب 02 مليون ريال ، من أجل مكافحة مرض وليس وباء، لكن إصاباته بلغت نصف إصابات الوباء العالمي.. يتحدث كثيرون عن تردي القطاع الصحي في اليمن ويؤكدون أن ملف الصحة بحاجة إلى ضجيج ، ويفاخر راصع بإنجازات خلو اليمن من «أمراض الجاهلية» شلل الأطفال ، والحصبة والكزاز!! يطالب النائب زكريا الزكري بإعلان تعز «محافظة منكوبة» جراء مرض شرس بداء ينافس انفلونزا الخنازير «العالمي» بقوة ، ويحصد منذ أواخر رمضان عديداً من المرضى ، وأرقاماً تفوق ما ذكر، ويأتي الوزير ليعلن بكل برود أن المرض «ساكن عندنا من عام 49م».. الحمى ستصعد إلى الرأس يامعالي الوزير .. وإنجازاتكم التي لا نستطيع نحن البشر إحصاءها، ستتصبب وتنزف ، ولن تستطيعون إيقافها إذا لم تدركوا أن عليكم السيطرة عليها.. قبل أن تصعد!!.