بعد غياب مأساوي استمر عاماً كاملاً عن المقر الرئيسي لخدمتها ضمن الوحدات العسكرية الفرنسية في أفغانستان، عادت «الكلبة» الخبيرة باكتشاف الألغام والمتفجرات والعبوات الناسفة إلى مقر عملها! .. سعادة الجيش الفرنسي المرابط في أفغانستان لا تقدر، واحتفل الجنود والضباط هناك بالعودة الحميدة للكلبة السعيدة أيضاً بهذه الروح «الوطنية» العالية. .. قبل عام من الآن ضلت الكلبة طريقها أثناء مشاركتها جنوداً فرنسيين مهمة عسكرية استهدفت أحد المواقع القتالية لعناصر حركة طالبان في جبال أفغانستان.. ولكن الكلبة وبينما كانت تقوم بعملها وتكشف المزيد من الألغام والمتفجرات الأرضية، خذلها الجنود الذين سارعوا بالانصراف تاركين وراءهم خبيرة المتفجرات المخلصة والمثابرة. .. وحدها روح «الانتماء» و«الولاء» للفريق، وقل الروح الوطنية العالية التي تتمتع بها الكلبة الفرنسية، بقيت ضمانتها وحافزاً لها للالتحاق برفاقها البشر والعودة إلى مقرها الرئيسي في بلاد بعيدة عن الوطن وفي ظل ظروف خطرة وتضاريس صعبة، ولكن وفاء الكلاب لا يقاس ولا يقدر بثمن! .. قرر الجيش الفرنسي أن يمنح الكلبة الوفية والشجاعة التكريم اللائق بها، وسوف تحصل بموجب القرار على «وسام الشجاعة» من الدرجة الأولى.. وأيضاً ربما تحصل على وجبات غنية باللحوم والبروتينات والعناصر المغذية والتي سيتم جلبها خصيصاً من مطاعم باريس تقديراً واعترافاً بشجاعة الكلبة. .. وقال ناطق عسكري في الوحدة الفرنسية بأفغانستان إنه سيتم تكريم الكلبة نظير دورها المهم وخدماتها الجليلة في الحرب ضد «الإرهاب» بأفغانستان! .. كم هو الوفاء والولاء والانتماء لدى الكلبة التي لم تقهرها جبال وتضاريس أفغانستان، وعام كامل من البعد عن مقر عملها؟ وخلال ذلك بقيت قادرة على الاحتفاظ بهويتها ولم تغرها الكلاب الأفغانية أبداً أو تغوها عن مهمتها الأساسية وهدفها الأول!! .. يبدو أن البشر محتاجون إلى التعلم من الحيوانات أكثر من أي شيء آخر؛ لأن البعض لا يمانع أبداً في بيع وطنه وانتمائه وهويته لأتفه الأسباب وبأتفه الأثمان!! شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]