مازال الوقت مبكراً لمنح جائزة نوبل للرئيس الأمريكي «باراك أوباما».. حيث أعلنت لجنة الجائزة منحها الجائزة ل «أوباما» في نهاية الأسبوع الأول من أكتوبر أي بعد مرور أشهر فقط على تولي أوباما الرئاسة الأمريكية.. بمعنى أن لجنة الجائزة قد تسرعت جداً هذه المرة في حكمها باستحقاق الرئيس الأمريكي للجائزة وهو ما أثار استغراباً شديداً، ونقداً واسعاً في الأوساط الدولية.. وحتى في الولاياتالمتحدة.. بل إن أوباما لم يكن متوقعاً ذلك لأنه يعلم تماماً أنه وخلال الأشهر الماضية لم يقدم شيئاً للسلام العالمي.. وكل ماقدمه لايزيد عن كلام في كلام لايكفي معياراً لاستحقاقه جائزة نوبل. على أي حال.. هذه الجائزة دائماً مايعقب منحها منذ بدأت لأول مرة إلا وقوبلت بالنقد.. فالمعايير التي تمنح بموجبها غير واضحة وغير شفافة، وغالباً ماتكون نفاقاً ومجاملة وتدليساً، وليس وفق معايير تترجم أهدافها كجائزة للسلام وخدمة قضايا الحق والعدل، والأمن والاستقرار الدوليين، وبهدف التشجيع والدفع للعلماء والخبراء تجاه العمل في أبحاثهم ودراساتهم لإسعاد البشرية وأمنها واستقرارها ورخائها، وتخليصها من المخاطر البيئية،والأسلحة الخطيرة التي تهددها، وماشابه ذلك من النشاطات والابداعات الخيرة. صحيح أن أوباما جاء بخطاب جديد جعل الكثيرين في العالم يتوسمون خيراً خلال رئاسته، ويحلمون بعودة الأمن والاستقرار والسلام لشعوب العالم بعد أن مضت ثماني سنوات من رئاسة «بوش الابن» من السياسة العدوانية والخطاب العدواني للولايات المتحدةالأمريكية ضد شعوب العالم.. وهي ثماني سنوات من الرعب والإرهاب الأمريكي الذي شوه صورة الولاياتالمتحدة في العالم، وسببت الكراهية لأمريكا في الشارع الدولي.. نعم بعد هذه الثماني السنوات المرعبة، جاء أوباما بخطاب خفف الرعب وبلسم التوتر وولّد آمالاً طوالاً وعراضاً في تحسن الأوضاع الدولية.. لكن مع ذلك ليس من العقل والموضوعي أن تحسم الجائزة لأوباما حتى مع افتراضنا لحسن النية، وجديته وصدقه فيما يقول. كان أمام اللجنة ثلاث سنوات قادمة كي تقيم أوباما تقييماً كافياً لاستحقاقه الجائزة، وذلك من خلال متابعته خلال السنوات القادمة، والنظر في مدى ترجمته أقواله إلى أفعال، وذلك بتدمير أسلحة الدمار الشامل والتخلص منها وإعادة صياغة النظام العالمي على أساس العدل والمساواة،محاربة الفقر،الإصحاح البيئي،إصلاح الاقتصاد العالمي، وكذلك السياسة النقدية،الضغط على الصهاينة وفقاً للشرعية الدولية بشأن حقوق الشعب الفلسطيني،إعادة العلاقات الدولية على أساس التعاون، وليس التآمر. إن مثل هذه الأعمال تمنحه الجائزة.. أما اليوم فلماذا : يمنح الجائزة؟!