يدس بعض المزارعين المبيدات الزراعية المقررة والمخالفة في كل صنف من أصناف الفواكه والخضروات المحلية وبكميات تطغى على كل ما يتميز به أي نوع منها باللون والرائحة والطعم ولم تتمكن أي جهة من ضبط هؤلاء مع أنه من السهل معرفتهم من خلال المتاجرين بها بالجملة والتجزئة وبمساعدة المستهلك الذي لم يعد يدري على ماذا يعتمد في طعامه في الطبخ والسلطة. قبل عيد الأضحى اعتقد أن غالبية المزارعين اتفقوا على اللجوء إلى هذه المبيدات الزراعية لتسريع نضوجها وطرحها في الأسواق من أجل بيعها بأثمان عالية استغلالاً لإقبال المستهلكين لتأمين حاجاتهم منها عدة أيام ما قبل وبعد العيد وبكميات كبيرة، حيث يقبل المستهلكون على الأسواق ظناً منهم أن من يشتري أكثر أو أكبر كمية يكسب بعض المئات كفارق بين سعر البائع بالتجزئة والبائع بالجملة وهذا يحدث دائماً. لكن بعض المستهلكين يقع في فخ أو كمين أحدهم والذي بدوره قد يكون ضحية المورد من القيعان الشهيرة بزراعتهم الخضروات أو قد يقع في خلاف مع المستهلك عندما يعود إليه ليلومه على بضاعته الفاسدة والمسمومة فينفجر غضباً ويقول: أنا ضحية أيضاً وليس لي بصر يخترق حبة الطماطم ليرى ويشم محتواها رغم أنني أحلّف البائع القادم من المنطقة الزراعية التي ترفد السوق بكل أنواع الخضروات التي أمامك. فهم يحلفون الأيمان بخلوها من المبيدات الممنوعة أو الزائدة ولا يعرفون سبب الطعم غير الطبيعي للطماطم في السحاوق أو في الطبخ كل الناس يشتكون من هذه الظاهرة التي تظهر في الطماطم بوجه خاص مع أن هذه المبيدات لا يخلو منها البصل والبطاط والخيار الذي لا يقل تغيراً عن الطماطم والذي يروى بمياه ملوثة في صنعاء ومناطق أخرى ولم يعد ذلك خافياً على أحد بفضل تناول الصحف للقضية أكثر من مرة.. ولكن لا يجب أن نضع المسؤولية على هؤلاء فهم أو معظمهم يجهلون المخاطر الصحية والبيئية التي من ضمنها المبيدات الزراعية، وعوادم السيارات والدراجات النارية وكل الآليات القديمة المنتهية الخدمة وعدم النظافة ومخلفات المشافي والذبائح والأسواق التي تتحول مداخلها إلى مستنقعات جارية وراكدة مع عدم إغفال ناحية مهمة، وهي تخزين المواد السامة في الأحياء والشوارع الخلفية تجاورها مطاعم ومقاهٍ ومساكن مزدحمة وتناولتها أقلام الكتاب مراتً ومرات إلا أنها بدلاً من أن يقل عددها ازداد أضعافاً مثل الصيدليات ومخازن الأدوية.. ويعزي المسؤول والمواطن تلك الأسباب إلى القات وكأنه الحاكم الفعلي والقوي الذي لا يقوى أحد على التصدي له نظراً لقوة ومكانة أصحاب النفوذ المشبوه.