يملك أيوب طارش رصيداً ضخماً وضخماً جداً في قلوب اليمنيين وفي ذاكرة التاريخ اليمني التي لا تصدأ ولا تُنسى. قد لا يملك فنان صوفي عظيم، مثل أيوب اليمن، أموالاً طائلة أو ثروات كبيرة، بل قد لا يملك أية أموال أو ثروة مادية قليلها أو كثيرها ولكن من قال بأن المال وحده قادر على صناعة الثروات الخالدة؟ كم من أثرياء لا يسأل عنهم الناس ولا تذكرهم الأجيال ولا تعبأ بهم أوطانهم، حلوا أم رحلوا.. مرضوا أم تعافوا.. سعدوا أم حزنوا؟! ثروة أيوب هي نوع مختلف ونادر، مودعة في بنك الزمن واليمن، يحرسها ضمير الشعب، ووجدان الملايين خزانتها الحصينة التي لا تُخترق ولا تُسرق. الظروف الصعبة والمؤلمة للفنان أي فنان الرمز.. المبدع.. والاستثنائي، بقدر ما هي امتحان وتمحيص للفنان وإذكاء لطيب أصله وفرادة معدنه. فإنها امتحان أهم وأخطر لوفاء الأهل والعشيرة، امتحان حاسم لأهلية الدولة والمجتمع والمؤسسات والمسئولين والقيادات المعنية.. وما إذا كانت معنية ومسئولة بالفعل، أم أنها مجرد أسماء وألقاب على رؤوس الداهية والداوية؟! لا تمتحنوا صبر أيوب ولا جلده وقوة تحمله وإيمانه، فإنَّ الرجل المتواضع، الذي جاء من لا شيء، وفعل كل شيء، وأصبح أعظم وأهم من كل أحد ومن كل شيء، وصنع لنفسه مجداً وحضوراً وقيمة في قلوب أبناء شعبه وفي الصفوف الأولى من رموز هذا الوطن وهذه البلاد الطيبة والمتعبة، وكل رأس ماله هو حب الناس ورضا اليمن وتوفيق الله عز وجل، رجل كهذا لا يمكنه إلا أن يبقى أقوى من ظروفه وأشد بأساً وعزيمة وإيماناً من كل المخذِّلين والمتنكرين والمبالغين في جر الأذية بحقه، سواء فعلوا ذلك جهلاً أو تجاهلاً! تعب البدن يهون أمام تعب الضمير، وأمراض الجسم والجسد ليست شيئاً بجوار أمراض النكران والخذلان، فداووا أنفسكم بالاعتذار لأيوب. وله الفضل إذا رضي!! شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]