إن مرحلة الحوار الوطني التي أقرّها مجلس الدفاع الوطني وأكدتها رسالة الرئيس إلى مجلس الشورى ينبغي أن يتزامن معها العمل التوعوي الذي يركز على غرس مفهوم "حب الوطن من الإيمان". والتأكيد على أن الدفاع عن سيادة الوطن هو دفاع عن العقيدة الإسلامية، والربط الدائم والمستمر بين الإسلام والعروبة باعتبار الإسلام هو الروح والعروبة هي الجسد. وذلك لنفوت الفرصة على الذين يحاولون الإخلال بمبدأ الولاء الوطني وتشويهه في عقول النشء. ولذلك ينبغي أن يكون الطابور الصباحي في عموم مدارس الجمهورية شاملاً على كلمات تؤكد أهمية الحوار وغرس الحس الوطني في أذهان الطلاب وتعريفهم بأهمية الانتماء إلى قدسية التراب الوطني، وشرح المعاني والدلالات للسلام الوطني وتحية العلم. والتذكير بقوافل الشهداء التي قدمها اليمنيون في الثورة والجمهورية والوحدة، والتعريف بمعنى السيادة الوطنية. إن الواجب الذي ينبغي أن يرافق الحوار الوطني ليس مسئولية جهة معينة وإنما هو مسئولية كل الجهات والمؤسسات والأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والأفراد. كل من موقعه ينبغي أن يقوم بواجب التوعية بأهمية الحوار؛ بحيث يدرك كل فرد داخل المجتمع أنه مسئول وليس معزولاً عن مجريات الحياة؛ الأمر الذي يعمّق مبدأ المشاركة السياسية الشعبية في صنع المستقبل. بل إن التوعية التي ينبغي أن تتزامن مع الحوار لابد أن تتضمن التعريف بالحقوق والواجبات، وإيضاح النصوص الدستورية والقانونية والمبادئ الشرعية التي توضح كل ذلك. وهذا الأسلوب يولد الإحساس والشعور بالمسئولية بين الأفراد؛ لأن التوعية نافذة عملية تبين ما للفرد وما عليه تجاه الوطن والمجتمع. وينبغي أن يكون هذا السلوك ضمن المنهج التربوي وليس مجرد عمل موسمي ينتهي بانتهاء الفعالية الموسمية. ولئن كانت الدولة قد بدأت عملياً بترسيخ مبدأ توسيع قاعدة المشاركة السياسية بالدعوة إلى الحوار؛ فإن على الأحزاب بدرجة أساسية أن تعي هذه المسئولية وتدرك مسئولياتها تجاه الوطن والمجتمع. وتكف عن إشعال الحرائق، وتشارك في هذا الفعل الوطني بفاعلية دون تردد، فقد حان وقت العمل.