تطبيق قانون المرور فعل مستمر؛ لأن الاستمرارية هي الطريقة الوحيدة لتعميق الاحترام للقوانين بعيداً عن الانتقائية أو المناسباتية.. أو الإهمال ثم التصيّد. يوم أمس الأول وعقب صلاة المغرب فوجئت بسيارتي نصف معلقة في ونش المرور في شارع علي عبدالمغني بأمانة العاصمة. اعتقدت أن وضع السيارة باتجاه طولي كعادة التوقف في نفس الشارع سيعصمني من الوقوع في الغلط ، خاصة وأن التوقف تم في مكان جنحت فيه سيارات كثيرة للتوقف . تمسك رجل المرور وزميله سائق الونش بخطأ التوقف وعدم مراعاة أن هناك لوحة ممنوع التوقف جرى نصبها أخيراً.. وتمسكت بالمرافعة بأنني لم أشاهد اللوحة الجديدة، ثم كيف يمكن تفسير وجود طابور من السيارات المخالفة من أمامي وخلفي لم يتم منعها من التوقف أولاً فأولاً ؛ حتى لا يتحول الأمر إلى ما يشبه اكتمال عدد الواقعين في المصيدة. والحق أن رجلَي المرور تفهّما الالتباس وعملا على إنزال السيارة من خطاف الونش بعد استخدام كل وسائل إثبات أن استحداث لوحات منع جديدة بحاجة إلى فترة توعية وتنبيه في الأيام الأولى. تماماً كما هو حال اتساع صدور المرور للذين لايزالون ينسون ربط حزام الأمان. تطبيق القوانين في بلادنا تبدو عسيرة على الهضم.. ولكن لا بأس فالقوانين دواء والدواء مر، ثم إن الأطباء أقل شعبية عند الأطفال.. وحتى الكبار.