لم أعد أفهم ماذا يحصل.. وكيف استطاعت الأجهزة الأمنية الوصول إلى أكثر العناصر خطراً.. فيما لم تصل إلى بعض عناصر إجرامية ارتكبت جرائم بشعة يرفضها الجميع ويقف ضدها الكل.. وضد من يقترفها. أن يهاجم الأمن تنظيماً إرهابياً ويستبق ما كان يخطط له.. فمعنى ذلك أن النجاح الأمني ممكن.. بل والتميز.. ومعناه أن لدينا جهازاً أمنياً قوياً.. وقبل ذلك استخباراتياً قادراً على أن يرصد ويدقق ويحمي الوطن والمواطن من مخاطر الإرهاب والمتآمرين والحوثيين. والخلاصة تؤكد أننا ننعم بالأمن والأمان إذا ما استمرت اليقظة ولم تتأخر المهام الأمنية المطلوبة.. وهذا الأمر بالتأكيد يزعج فقط الخونة والمرتزقة الذين يستهدفون أولاً الأمان.. ويريدون إشاعة الخوف والقلق.. وهو ما لا يمكن أن يصلون إليه. مع ذلك لسنا في حاجة إلى أن نتجاهل ما يحصل من أخطاء أو من تساهل.. وليس مطلوباً منا أن نمشي في شارع المنافقين لنقول كل شيء تمام!! أعود إلى ما لا أفهمه.. كما لا يفهمه غيري.. وهو كيف بإمكان مسئول أمني رفيع أن يهاتف شقيق القتيل الذي تعرض لرصاصات قطاع الطرق وسرقت سيارته ليقول له عظّم الله أجرك.. ولدينا معلومات عن القتلة والمجرمين وأين هم وسنصل إليهم قريباً.. ثم يغيب صوته.. وسؤاله.. ويختفي ما قاله عن توجه الأمن للقبض على القتلة! ما الذي بإمكاننا أن نفهمه إذا ما لجأ مواطن إلى قسم شرطة يشكو نهب سيارته ومحاولة قتله ويطلب إنقاذه وضبط المجرمين المتواجدين بالقرب من قسم الشرطة.. ومع ذلك يقال له بكل سهولة: لا نستطيع فعل شيء.. لا أن نسترد سيارتك.. ولا أن نقبض على المجرمين.. ولا أن نحميك من القتل.. وبعد دقائق معدودة من مغادرته قسم الشرطة يحاول استرجاع سيارته فيلفظ أنفاسه الأخيرة!! ماذا يعني أن يتبرأ الجميع من مرتكبي الجريمة الشنعاء التي ذهب ضحيتها ثلاثة أبرياء في حبيل جبر.. وبدافع إجرامي.. انفصالي.. مناطقي بحت.. وحتى اليوم مازال الوصول إلى الجناة أمراً غير وارد.. ولا أقول غير ممكن!! من يستطيع أن يفهمني وغيري ما الذي يحدث.. وماذا نسمي هذا التساهل أو تلك الفرجة في قضايا مهمة وخطيرة مرتبطة بالأمان.. وبحفظ أرواح الناس؟! [email protected]