الغلاء.. وحش كاسر يلتهم ما في الجيوب وما هو موجود في حصالة التوفير إن وجدت.. ويقضي على الابتسامة والفرحة ويصيب «الأمل» في مقتل إن كان هناك بقية من أمل.. - وجميعنا بلا شك يعاني من غلاء الأسعار هذه الأيام.. ولا أستطيع أن أستثني أحداً إلا من قال فيهم المثل القديم: «الشابع لا يعرف ما مع الجائع»!!. - مجلس النواب الموقر تحدث عن الغلاء.. ورأينا كيف أن بعض أعضاء المجلس كانوا يطرحون كلاماً قوياً، ويحتجون، ينتقدون، ويطالبون، كأنهم كمن يحرث في بحر!!. - أحد أعضاء المجلس قلت له: أريد أن تحل لي هذه المعادلة.. كلما تحدثتم في المجلس عن غلاء الأسعار يتفاجأ المواطن في اليوم الثاني بزيادة في أسعار بعض السلع، ومن المفروض أن يُلمس العكس، فهل هناك «عناد» لا يظهره لكم التجار إلا على حساب المواطن..أم أن هناك اتفاقاً على أن يؤدي كل واحد دوره.. أنتم تنتقدون.. وهم يزيدون؟!. - لم أجد منه جواباً شافياً.. بل زاد من وجعي عندما قال لي: تصدق، كنت أنا وبعض أعضاء المجلس نسأل أنفسنا بنفس السؤال؟!. ربما أن الموضوع خاص بوزارة الصناعة والتجارة.. وهو فعلاً متصل بها.. لكن السؤال: «لماذا الغلاء؟!» إجابته جاهزة وسمعناها مرات عدة على شاكلة: هناك حملات وألقينا القبض على عدد من التجار المخالفين.. وضبطنا 2600 مخالفة!!. - ثم ماذا؟!.. حتى الآن لا نعرف ما تم.. ولم نسمع أن محكمة ابتدائية أصدرت حكماً بالحبس أو الغرامة.. أو أي نوع من العقوبات على تاجر كان كبيراً أو صغيراً ثبت أنه تلاعب بالأسعار وتجاوز «المحذور» في قوت الآخرين؟!. - والغريب جداً أن يخرج وزير الصناعة والتجارة في آخر إطلالة صحفية عن إطار «التبريرات الواهية» إلى «النفي القاطع» بالقول: الوزارة لا تتدخل في تحديد الأسعار!!. أرأيتم أكثر من هذا عجباً ودهشة؟!!.. لا أعتقد!!. - المواطنون يشكون.. والأحوال صعبة.. والقلوب مرتجفة، ونحن «الصحافيين» لا نذهب إلى أي مكان إلا ونجد السؤال المحرج: «أين أمانة الكلمة»؟!. - أدرك أن بعض التجار بلغت بهم الجشاعة حداً لا يوصف.. وبعض آخر يريد أن يشوّه الصورة الجميلة بحقد دفين ومرض مستفحل.. مستغلاً احتكاره لبعض السلع والمنتجات كمالك أو وكيل.. وأفهم أن التحديات القادمة أكثر صعوبة.. لكن ما لا أفهمه كيف تستمر «الفرجة» ولماذا يمارس المختصون دور «شاهد ما شفش حاجة» أمام مسلسل غلاء الأسعار؟!. [email protected]