كل يوم يمضي انشغالاً بالتمرد والحرب أو بالفوضى والإرهاب هو بلا شك خسارة يتكبدها هذا البلد وأهله، وهي على حساب التنمية وعلى حساب ما ينفع ويفيد الناس. خسارة مع الأيام تصبح باهظة ولا مفر من دفعها طالما ظلت الأمور على هذا النحو، فهل نعلم جميعاً لماذا ندفع هذا الثمن كل يوم؟!.. أحسب أن أكثر الناس يعلمون ويدركون أسباب ومسببات الخسائر التي فرضها البعض على الجميع جراء الأفعال والتصرفات الرعناء تمرداً وإرهاباً وفوضى، لا يهدف أصحابها سوى فرض الخسارة على البلد وأهله، حيث لا مجال ولا خيار سوى التصدي لتلك الأفعال والتصرفات. وهذا التصدي لا شك أنه يكلف مالاً ووقتاً وجهداً ودماءً، ومع إصرار الأشرار على شرهم وشرورهم تزداد التكاليف المدفوعة وهو ما ينبغي التنبه إليه. فالمدفوع من الوقت ومن الأموال والدماء لا يأتي على حساب فرد أو حزب لكنه على حساب وطن بكل من فيه؛ تكاليف وخسائر وإن عظمت لابد منها حتى لا نصل إلى اليوم الذي تكون فيه الخسائر فوق طاقة الدفع وفوق كل الطاقات الممكنة. وحينها سيدفع الأغلبية الساحقة حياتهم ثمناً لأفعال وتصرفات وعقيدة أهل الشر والتمرد والإرهاب المشوهة الذين يستعذبون أعمال التخريب والفوضى والارهاب تحت مسميات مختلفة في ظاهرها وتلتقي عند الداعم لها وعند الأهداف المشتركة في خاتمة المطاف. من المهم أن يدرك الناس هذه الحقائق وهي أنهم يدفعون من خير حاضرهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم بسبب تصرفات القلة من عشاق الخراب والموت الذين لا يحسبون لهذا الوطن وأهله حساباً واكتفوا بالنظر نحو مصالحهم وأهدافهم وأهداف الداعمين لهم. وأغمضوا أعينهم عن المصلحة العامة التي يدعو لها الاسلام الحنيف الذي يقولون إنهم يدينون به، والمصلحة العامة تجمع عليها كل الثقافات السوية والأفكار المستنيرة والقيم والمبادئ الإنسانية السوية. علينا جميعاً أن ندرك أننا ندفع ثمناً لما يفعل هؤلاء الذين استعذبوا الموت جهلاً وضلالاً ورأوا في الخراب والفوضى هواية جميلة يذكرون بها في نشرات الأخبار على شاشات الفضائيات؛ ندفع الثمن دون اختيار منا لأن الخسارة أصبحت عامة، فلا نظن ولا يظن البعض ولا يخدعوننا ويقولون هي السلطة التي تخسر، هذا تضليل يجب ان تنطق العقول وتفهم الحقيقة وتنطق الأفواه والأقلام وتقولها للناس ليعلموا ان الخسارة قد وصلت إلى كل بيت وجيب، وسوف تتعاظم أكثر إن لم ينهض الجميع بمسؤولياتهم تجاه وطنهم وطن الجميع وتجاه أنفسهم. لماذا يجعلنا أصحاب مشاريع الخراب والموت ندفع من قوتنا وأقوات أبنائنا ومن أمننا وآمالنا ومن حساب التنمية التي يفترض أن تسخّر من أجلها كل الأموال والجهود لمصلحة الجميع في النهاية؟!. لماذا هذا الصمت الذي يبديه البعض تجاه قضايا على درجة عالية من الخطورة والأهمية المتعلقة بالمصير؟!.. إنهم يضللون الناس من أجل ان يصمتوا ومن أجل أن تكون مواقفهم لصالح الشر سواء بصورة مباشرة أم في حال كانت سلبية لا تحرك ساكناً ولا تهتم بما يحدث لاحقاً في حال انتصر الشر لا قدر الله. لم يعد السكوت اليوم من ذهب ولا من حديد حتى، السكوت أحياناً يصبح جريمة بكل أركانها، فلماذا نسكت ونحن نرى الشر والإرهاب والموت يتهدد الجميع دون استثناء؟!. ونرى أن التمرد يسعى سعيه من أجل خلق واقع ندرك جميعاً تفاصيله المقيتة، في هذه المرحلة سوف يسجل التاريخ بأحرف من نور أصحاب المواقف النبيلة، وسوف يسجل تلك المواقف في خانة الأعمال العظيمة التي يستفيد منها الناس كل الناس، حيث لا مجال للحسابات الخاصة والضيقة في زمن وفي ظل ظروف لا تقبل بالصمت ولا بمواقف الخذلان.