سألنا عن سبب تزايد عدد الدراجات النارية التي تتحرك ليلاً على وجه الخصوص خلافاً لما كان قد أعلن عن منعها من العمل في الليل، فقالوا إن هذه الدراجات التي تعمّد أصحابها فتح ما يسمى "المشرعة" أو وسّعوها لكي يكون صوتها مثل صوت السيارة المكسورة الإجزاز هي خدمات!!. وقبل فترة كاد أحد الجيران يتقاتل مع أحد سائقي الدراجات النارية الذي كان يروح ويجيء معجباً بنفسه ومنتشياً لأنه يزعج النائمين لمسافات بعيدة، ومن ثم يبلغ من في نفسه توجه للقيام بأعمال مخلة بالأمن بأن يتوقف في تلك اللحظة وإشارة غير مباشرة بأن هناك بلاغات عن وجود فلان في المكان الفلاني له حركات مشبوهة بأن فيكلف أحد الخدميين بالتحرك بالدراجة النارية فوراً إلى المكان... وينطلق صاحبنا بما صرف له من بترول لملء خزانه، ومن ثم التحرك عائداً من حيث أتى على أساس أنه لم يجد أحداً، هكذا قال أحد المواطنين بغضب شديد من تطور وكثرة الدراجات النارية؛ مع ما يتميز به أصحابها من فوضى وسوء أخلاق وإقلاق حقيقي للمواطنين. الإعلانات التي نُشرت وفهم منها أنها تهدف إلى تنظيم محلات الدراجات النارية بما فيها من تهديد لمن يخالفون ما جاء منها لم تكن إلا بداية لجرعة جديدة من الأذية التي لا تطاق وعوناً للأمراض النفسية والعصبية والربو والصدر والانسدادات الشريانية المفضية إلى التجلط المميت. وبتهكم قال أحد المواطنين: إن هؤلاء البلاطجة يضربون مليون سلام لمن أصدروا القرارات الإعلانية؛ لأنهم وجدوا بعدها الأبواب والمحلات والمنافذ والجمارك مفتوحة أمامهم على مصاريعها. ووجدت الهند والصين وتايوان سوقاً لم تكن في الخيال لتسويق دراجاتها التي منها الزلزال والرعد، وهي فعلاً تزلزل الهدوء والنوم، فلا يجد معها الأصحاء أو المرضى أية فرصة للنوم!!. فإذا كانت هذه مبرراً للاستهتار والإقلاق الذي يمارسه أصحاب الدراجات النارية أو بعضهم الذين استندت إليهم الخدمة، فمن لمئات الآلاف في هذه المدينة ينقذهم مما هم فيه؟!. فهذه ليست خدمات، وإنما هي تعذيب وموت بطيء يا جماعة، هكذا يعتقد أصحاب الدراجات النارية.