ليس عيباً أن نراجع أيام الأزمات مواقفنا، موقفنا من الوطن ومن الأصدقاء والأعداء.. إن المحن الكبرى على مستوى الأفراد والجماعات لها موقف أو ينبغي أن تستوقف كل ذي عقل للمراجعة. وإذا كانت المحن ضمن ثقافتنا الإسلامية هي من يدفع المسلم للاعتبار والعظة، كما هي آيات مبثوثات في القرآن الكريم كثيرة وكذلك أحاديث نبوية شريفة؛ فإن من الأولى أن تكون هذه المحن والخطوب عامل سعادة لنتبين الطريق فلا نمضي إلى الزوال والانهيار. ليس عيباً أن نصحح ما يحتاج إلى التصحيح، أن نعيد النظر في منهج العدل وسيرورة القضاء في بلادنا، أن ننظر في منهج التربية والتعليم، أن نراجع أوليات التوظيف في الخدمة المدنية، أن نحدد موقفنا من بعض الذين استمرأوا الحرام فازدادوا ممارسات فساداً وعقوقاً وطنياً. ليس عيباً أن ننظر في شروط تعيين القيادات في كل مؤسسات الدولة وفق شروط وطنية وموضوعية، فمن أسباب الإحباط أن يكون الرجل المناسب إما بلا منصب أو بلا مكان قيادي؛ مع أن بإمكانه أن يقدم شيئاً كثيراً لوطنه وأمته. بينما بعض المشبوهين الذين لا أمانة لهم ولا نزاهة لهم ولا خلق لهم هم الذين يخرجون ألسنتهم للوطن وللشرفاء، كأنما يقولون للآخرين: لا فائدة من أي أمل!!. ليس عيباً أن نقوم وبدافع من الشعور بأمانة المسئولية فنصحح علاقتنا بالله ربنا خالق السماوات والأرض، وأن نتقي الله جميعاً في حركاتنا وسلوكنا، خاصة الأحزاب الدينية لنتخلق بأخلاق الله تعالى فنكون السباقين لإصلاح ذات البين. فليس من الدين بل هو مع الشيطان ومن عابديه ذلك الرجل، أو تلك الجماعة التي تدّعي انتماء للإسلام، وهي تقوم بفلسفة القطيعة، وتعمل على إيغار النفوس وتعزز مفهوم الحقد بين الناس. إن علاقتنا بالله أصبحت ضعيفة، هذه العلاقة الضعيفة هي التي ترشحنا للخيبة والدمار، وتدفعنا نحو مزيد من المآسي.. أخشى أن تكون دعواتنا غير مجابة لكثرة معاصينا. ليس عيباً أن نعترف بالأخطاء، وأن نصحح المسار، فمن تقرّب إلى الله شبراً تقرّب الله منه ذراعاً... إلخ، والعود إلى الله وإلى الوطن أحمد، وقد خاب وخسر من دعاه الله فلم يجب «يا قومنا أجيبوا داعي الله».