أجندة السلام العربية، والتي يقبل بها الفلسطينيون.. تتمثل في المبادة العربية للسلام، والتي أقرت في قمة بيروت العربية، والكيان الصهيوني يعلمها، وكذا الولاياتالمتحدة.. ويعلمون أن المبادرة العربية لم تبن أو تصاغ على رغبة أو مزاج عربي بقدر مابنيت على رغبة وموقف المجتمع الدولي ممثلة بالقرارات الدولية، ومجلس أمنها والتي صدرت عقب حرب 1967م من القرن الماضي، ومابعد وقبل ذلك، والتي تعد أساساً دولياً لإحلال السلام في الشرق الأوسط وهي معلومة ومفهومة لكلا الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية لو أنهما فعلاً وجدياً مع السلام، ومع استقرار وأمن المنطقة وإذا كانت الإدارة الأمريكية صادقة مخلصة في حرصها على السلام كما تدعي في كل مواقفها السياسية والإعلامية فعليها أن تترجم سياساتها عملياً وتطبق ذلك من خلال استخدام الضغوط على الكيان الصهيوني لجدولة تنفيذ القرارات الدولية، تماماً كما تفعل وتمارس الضغوط على الآخرين لفرض القرارات الدولية، بل إنها تستخدم القوة العسكرية ضد الآخرين لفرض القرارات الدولية بينما لاتمارس أبسط الضغوط على الكيان الصهيوني لتنفيذ القرارات الدولية، والتي تضمنتها المبادرة العربية للسلام.. وأهمها: - انسحاب الكيان الصهيوني من الأراضي العربية الفلسطينية إلى حدود ماقبل عدوانهم في حزيران 1967م. - القبول بعودة اللاجئين إلى وطنهم وبيوتهم وقراهم ومدنهم. - القدس عاصمة للدولة الفلسطينية. - إعلان قيام الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية وحقها في تقرير المصير، مستقلة وسيدة على أراضيها. - بعد ذلك يقبل العرب بالتطبيع كأنظمة وتترك أمور التطبيع للشعوب للوقت الذي يكفي بقبول الكيان الصهيوني والتعامل معه. - هذه مرتكزات السلام العادل والشامل، وفيه وضوح، وشفافية، ولم تخرج عن قرارات الشرعية الدولية وعليه ليس هناك أي مبررات لمفاوضات سلام بين الفلسطينيين والعرب، والمطلوب هو مفاوضات يتم الاتفاق فيها بجدولة الكيان الصهيوني تنفيذ ماسبق، ثم التوقيع على سلام نهائي بين الصهاينة والعرب. ودون ذلك مما جاء في المبادرة العربية للسلام.. فالمفاوضات مضيعة للوقت وكسب له من الجانب الصهيوني، وحكاية إمكان الصهاينة أن يناقشوا مبادرة السلام العربية هي مماطلة وبحثاً عن مزيد من التنازلات العربية المستحيلة فالعرب لم يعد لديهم مايتنازلون به ولن يجرؤوا أن يفرطوا بما تضمنته المبادرة.. فالمبادرة آخر ماعند العرب ومابعد ذلك خطوط حمراء ساخنة جداً.. وليس هناك أمام الصهاينة كآخر فرصة سوى القبول بالمبادرة العربية للسلام، وتشجعها الولاياتالمتحدة وتعينها على ذلك مالم فالسلام مستحيل وبدون السلام لن يعيش الكيان الصهيوني طويلاً.