على العرب ان ينتبهوا جيداً وبكل حذر لما يحاك ضدهم من دسائس ومؤامرات قد تدخلهم في متاهات وحروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، فالعرب عليهم ان يدركوا تماماً بأنهم مستهدفون في هويتهم وفي اقتصادهم وأرضهم بل ووجودهم.. الوطن العربي يعتبر مطمعاً للغرب نظراً لما يختزنه من ثروات هائلة قابلة وسريعة الاشتعال سواءً كانت على السطح ام تحت الأرض ومن خلال امتلاك الوطن العربي لهذا المخزون الاستراتيجي الهام وكذا موقعه الاستراتيجي أيضاً الذي يتحكم بأهم الممرات والمنافذ البحرية من هذا كله فإنه قبلة اهتمام القوى العظمى في العالم و في مقدمتها الولاياتالمتحدة التي ترى فيه المنطقة التي تحمي من خلالها مصالحها الحيوية على المستوى العالمي ولهذا فمامن أزمة تنشأ بينها وبين قوى أخرى في هذا العالم والتي تتضارب مصالحها معها فإنها تحاول جر هذه المنطقة إلى معمعة أي صراع قد ينشأ بينها و بين تلك القوى من خلال ترهيبها بالخطر القادم عليها ان لم تنصع لمشيئتها في تحقيق أهدافها وما يخيفنا نحن في العالم العربي هو ان ننساق وراء مثل هذه الدعوات التحريضية والتي تتنافر وتتناقض مع أهدافنا ومصالحنا وعلى قادة الأمة الذين يتحملون مسئوليتها أن يكونوا أكثر دراية وحكمة لمثل هذه الأمور وان يجعلوا من مصالح أمتهم وشعوبهم فوق كل الدعوات التي لا تريد الخير لهم بل دعوات تعمل على خدمة مصالح أصحابها وكلنا يعلم علم اليقين ان العدو التاريخي للأمة العربية والإسلامية هو إسرائيل التي اغتصبت الأرض وشردت أصحابها الشرعيين بدعم مطلق من أصحاب تلك الدعوات التحريضية الذين يريدون أن يخلقوا عدواً آخر وبديلاً لهذا العدو والذي مازال يقتل ويشرد ما تبقى من اصحاب الأرض والغرض هو تحويل الانظار عن العدو الحقيقي للأمة حتى تظل إسرائيل في مأمن لتتفرغ لبناء ترساناتها وقدراتها العسكرية التي تهدد بها العالم العربي والإسلامي ونحن هنا لا ننكر بأن هناك قوى اقليمية تتربص بالعرب لكن لا يجب ان تكون بديلاً لإسرائيل وعلى العرب ان يكونوا حذرين في كل الأحوال والظروف بالاعتماد على ذاتهم وقدراتهم وان يبتعدوا كثيراً عن القوى الكبرى التي تريد ان تجعل من الساحة العربية ساحة لتصفية حساباتها مع القوى الأخرى بفعل الترهيب والتخويف وعليهم ان يلتزموا الحياد الإيجابي في مثل هذه الأمور ليجنبوا الأرض والإنسان ويلات الحروب المدمرة. على عقلاء العرب ان يرفضوا كل الدعوات الهادفة إلى جعل الساحة العربية ساحة للحرب والمعارك والتي ستدمر كل ما نبني خلال عشرات السنين بينما لا مصلحة لنا فيها ولا هدف ومن اراد الحرب فعليه ان يتخذ مواقع وجبهات أخرى غير ساحة الوطن العربي وفي ظل هذه الظروف الخطيرة التي يمر بها العالم والوطن العربي خصوصاً على قادة الأمة ان يوحدوا مواقفهم وان يجعلوا من الهم القومي شعاراً لهم ولو في هذه المرحلة على الأقل لأن الخطر اذا حل سوف يطال الجميع دون استثناء والعبرة من الماضي أساس لكل نجاح.