يبدو أن الذين تشرّبوا الفكر العنصري والإرهابي بات من الصعب التعامل معهم بحسن النية، لأن حالة الوهم التي يعيشها أصحاب الأفكار الظلامية جعلتهم غير مدركين، ولم يعودوا قادرين على التمييز بين المصالح العامة للأمة والمصالح العنصرية الخاصة، ولأن أمثال هؤلاء قد فقدوا بوصلة الاتجاه الذاتي فإنهم يفعلون ما يؤمرون دون مراجعة أو محاولة التعرف على الآثار السلبية التي ستترتب على أفعالهم الإجرامية التي شردت الناس، وأخافت السبيل، وعطلت عجلة التنمية، بمعنى أكثر تحديداً إن هؤلاء أصبحوا مسيّرين؛ لأن إرادتهم قد سُلبت منهم!!. إن الأكثر خطورة في الحياة السياسية هو فعل أولئك الذين يظهرون الولاء والالتزام، وهم في حقيقة الأمر يبطنون المكر والخديعة والنكاية، ويغدرون من الداخل، وهؤلاء أشد خطراً على الوحدة والأمن والاستقرار ووحدة المجتمع، لأن الحاقد الذي سيطر عليه حب الانتقام يستخدم كل الوسائل في سبيل إشباع رغبته العدوانية الشيطانية فيستخدم العناصر الواهمة والعناصر المنحرفة فكرياً، ولا يترك شاردة ولا واردة إلا وفعلها ضد الوطن. إن العناصر الواهمة والحاقدة لم تعد قادرة على استعادة ذاتها وهويتها وفطرتها، لأن أصحاب الأهواء والنزوات الذين باعوا ضمائرهم للشيطان ولأعداء اليمن، وأصبح ولاؤهم للقوى الخارجية يقومون بتجنيد العناصر الواهمة، يصورون لهم بأن أفعالهم هي الطريق إلى الجنة، وأن تخريب الوطن وقتل أخيه المسلم هو مواجهة مع أمريكا واسرائيل، هذا ما يفعله العنصريون الحوثيون ببني جلدتهم تحت شعار "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل" فيحلّون القتل والتشريد واستباحة الأموال والأعراض خدمة للعدو الخارجي، مستخدمين بعض المغفلين والمتحالفين مع تجار الحروب ومافيا التهريب وشياطين الإنس لإلحاق الأذى بالوطن والدين..ولئن كانت هذه العناصر الحاقدة على الوطن والدين قد تمادت في فعلها الإجرامي الإرهابي العنصري، فإن على القوى الوطنية المستنيرة بنور الحق والصلاح والفلاح أن تنبري للفئة الضالة، وتحمي الدين، وتصون العرض، وتحفظ للوطن أمنه واستقراره، وتعيد للدستور والقانون هيبته، وتشكل اصطفافاً وطنياً جديداً لمواجهة هذا التحدي، وهو ما ينبغي فعله الآن ..