مجرد ذكر هذا الشطر من البيت الصوفي الشهير تعود بنا الذاكرة إلى حلقات الذكر التي تمثل المدى الواسع للتصوف، فالحلقة الصوفية تعني أن المتحلقين حولها لهم حظ في الطريق إلى الحق ، فكل واحد ينطلق من موقعه متطلعاً إلى مركز الدائرة التي تومئ للحق، ويتساوى الجميع في حظوظهم للوصول. العقيق في اليمن من الأحجار الكريمة التي نشتهر بها، وهذه الحجرة تمثل جوهرة تنطوي على تعددية لا متناهية في الألوان، ولهذا السبب أرى العقيق بوصفه ترميزاً للواحدية في التعدد ، أو ما يسميه الصوفي «الجمع في عين الفرق » والإشارة واضحة، فما ثم إلا واحد حتى وإن تعددت الصور، والكون مجبور على أن يتسق مع الواحدية حتى وإن تعددت الدوائر وكثرت الشواهد . هذا العقيق اليماني مدعاة للاجتماع والتواصل لا التباعد والتنافي، وأن يجتمع الناس عند هذا المعنى يعني ببساطة شديدة أن يعترفوا جميعاً بالتنوع وتعدد الأنساق وأن يعتبروا من ناموس الطبيعة النابعة من علياء الماثل . على العقيق اجتمعنا نحن وسود العيون ما ظن مجنون ليلى قد جن بعض جنوني فيا عيوني عيوني « بفتح العين » وياجفوني جفوني ويا قليبي تصبر على الذين فارقوني بهذا يصدح الرائي ليقول لنا : ياعباد الله إنكم كالعقيق في تجوهركم مع الواحد، وكالعقيق في تنوعكم، فهل يمكنكم نفي البُعدين ورفض الحقيقتين؟