تحتضن عروس البحر الأحمر هذه الأيام فعالية اقتصادية متميزة تضمنها مهرجان صيف الحديدة لهذا العام والذي تنظمه المؤسسة الاقتصادية اليمنية وما حفل به من معارض تسويقية مفتوحة بأجنحته المتعددة التي استوعبت مواد ومنتجات متنوعة لأكثر من 60 شركة ومؤسسة محلية وعربية (مصرية وسورية وفلسطينية) وهو المعرض الذي افتتحه بالقاعة الكبرى للمعارض بالمؤسسة في تلك المدينة الساحلية الأخ أحمد سالم الجبلي، محافظ الحديدة الذي أكد على ضرورة إقامة مثل هذه المعارض التي تسهم في التخفيف من الأعباء على المواطنين وهو بذلك محق , فالأسعار المباعة لبعض السلع في المعارض – بحسب التصريح المنشور في هذه الصحيفة الغراء يوم الأربعاء 24 فبراير للأخ عبد الحميد الصوفي، المدير العام المساعد للمؤسسة الاقتصادية اليمنية مدير منطقة الحديدة – وصلت إلى 50% وتباع منتجات أخرى بسعر التكلفة وفق معايير وضوابط تتيح بعرض المنتجات بأسعار مخفضة مراعاة لدخل المواطنين مع التركيز على جودة المعروض من المنتجات وتقديمها المزيد من التسهيلات والدعم للمواطنين ومساعدتهم ومنحهم عروضاً مناسبة ومشجعة, وهذه قيمة نافعة وإضافة جيدة للخدمات التي تقدمها هذه المؤسسة الرائدة وجهودها في توفير الاحتياجات الأساسية والضرورية للمواطنين وبأسعار منافسة في المناسبات الدينية والوطنية. وإجمالاً فإن مثل هذه الفعاليات الاقتصادية والتسويقية لها أهمية بالغة التأثير لدى الجمهور من المستهلكين ومنافع للمنتجين أيضاً من خلال تقديم العروض والتعريف بالمنتجات والترويج لها وقياس حركة التسويق وإذكاء روح التنافس بين المؤسسات والشركات في كسب رضا الجمهور المستهدف كما أنها تتيح للمستهلكين اقتناء احتياجاتهم ومتطلباتهم بيسر والإسهام بشكل فعال ومؤثر في تنشيط الحركة التجارية وفي النمو الاقتصادي، مع اعترافنا الشديد بأن تنظيم المعارض التي تعد اليوم صناعة من الصناعات الناشئة مازالت مفقودة ولم يولها القطاع التجاري والمؤسسات والشركات الاقتصادية القدر الكافي من الاهتمام من حيث انتظام عقد دوراتها والترويج المناسب لها ، ونجد في أحايين كثيرة إذا تم تنظيم فعالية بهذا المستوى فإنها تساق على غير دراسة ومجردة من احتساب العوائد التجارية والترويجية والتسويقية أو تكون على “هامش” نشاط اقتصادي واستثماري آخر كتلك المعارض التي نظمت في محافظة حضرموت خلال الثلاث سنوات المنصرمة .. ولهذا فإنني أقترح أن يتم تبادل المعارف والمعلومات والخبرات بين المؤسسات والشركات التجارية في بلادنا وأن يتم دراسة تجربة المؤسسة الاقتصادية اليمنية في منطقة الحديدة والاستفادة منها وتطويرها واستثمار ايجابياتها ليتم تعميمها على بقية محافظات الجمهورية من خلال تقديم نماذج ناجحة تضمن تنوع إقامة هذه المعارض وفق الأنشطة المرتبطة بها وخاصة الاهتمام بنوعين من المعارض وهي أقرب للجمهور المحلي أولهما الاقتصادية والتجارية والتي تجذب الكثير من الشركات والمؤسسات العاملة في القطاع التجاري والصناعي لعرض الجديد لديها وتسويق منتجاتها وحضور المستثمرين العاملين في ذات القطاع أو القطاعات ذات الصلة بها لتبادل المنافع وتوطيد العلاقات وإبرام الاتفاقيات التجارية وتعزيز المنافسة وتحفيز المؤسسات والشركات التجارية على تقديم الأفضل من منتجاتهم وبضائعهم وسلعهم الاستهلاكية المختلفة وبجودة عالية وأسعار تنافسية.. وثانيهما المعارض الثقافية التي تهتم بنشر المعرفة في مختلف المجالات وعرض الكتب والأنشطة العلمية المتنوعة ومن ثم الانتقال إلى تنظيم المعارض ذات الوجهة التخصصية كمعارض السيارات والتقنيات والمعلوماتية والأجهزة الإلكترونية والسياحة والزراعة و الكيماويات والطب والصيدلة ونحوها. إن جدوى إقامة المعارض وهي تخلق منافذ مفتوحة بين المنتج والمستهلك حري بإيلائها المزيد من الرعاية والاهتمام وخاصة في شقيه الترويجي والتسويقي الذي يتطلب أن يسبقه حملة دعاية وإعلان منظمة وفاعلة إضافة إلى منحها أيضاً حزمة من التسهيلات اللازمة ليتكامل دورها وتحقق أهدافها ومنافعها .. فشكراً لقيادة المؤسسة الاقتصادية اليمنية منطقة الحديدة وهي ترسي تقليدها السنوي الذي يؤكد حضورها واتساع أفق قياداتها .. [email protected]