ها أنا أقف على تلة أفكاري يكتنفني شعور قاتم بالحزن والمرارة نتيجة ما يفرزه فيّ واقعنا من مشاعر إحباط تجعلني أقول والدموع تخنقني إلى أين نمضي ؟ لقد أثر فيّ ما كتبته الزميلة نجلاء البعداني حين قالت : لا تكتبون فإنهم لا يقرأون ، ففعلا هم لا يقرأون .. من هم ؟ هم من نعنيهم بكتاباتنا فحين نناقش وضعاً ما وقضية ما ونعين على البصير بخلل ما فنحن نسعى لإعانة كل مسئول على التصحيح والسعي نحو معالجة الأخطاء لخدمة بلد نحيا فيه جميعا ونتمنى له الخير والنماء لمصلحتنا ولمصلحة أبنائنا من بعدنا ، لسنا أعداء لأحد سوى الفساد الذي دمر آمالنا وجعلنا أشباه أرواح لكنهم لا يهتمون قد يقرأون لكنهم قد يلوون شفاههم بسخرية قائلين في ذواتهم (خليهم يهدروا وما يهزك ريح يا....)لأنه حين تتبع جميع كتابات العديد من الكتاب والصحفيين والعديد من التحقيقات تجدها تدفع نحو المعالجة وتهيب بوضع الحلول وتشير إلى من هو المفسد لكن ما صداها في الواقع .. لا شيء هل تعلمون لماذا؟ لأن المعنيين لا يهتمون بل قد يسعون إلى مهاجمة هذا وذاك للحفاظ على ماء الوجه إن وجد وهذا في نظري مؤسف ، فإذا كانت الدولة تسعى إلى محاربة الفساد الذي اعترفت به أمام العالم والمعنيون يصمون آذانهم عن خلل هنا وهناك وفساد هنا وهناك وإهمال مستشرٍ أسأل نفسي ما بالنا لا زلنا نكتب، أنظر إلى قلمي وأوبخه ما بالك تتزود بالصمود وتقف ضدي في حين ما حولي عدم؟ فكم هم الذين تضرروا وعانوا لمجرد كلمات؟ في حين كم من سارق ومجرم قد نبرر له أفعاله رغم أنه دمر الوطن وعاث فيه فساداً..؟ دعونا نكن أكثر صراحة مع أنفسنا وأمام قرائنا ونعترف أن مايحدث خطأ فادح في حق بلادنا التي يجب أن نسعى لرفعتها لا تدميرها ونسعى لبنائها لا إغراقها في فتن وحروب وتردٍ وفساد ولا مبالاة .. من ذا يعين حروفنا الحارة الصادقة في تغيير واقعنا وتحريك قوانيننا المجمدة من ذا يحرك عصا العدل ويضرب بها عالياً على كل معتد وجبار ومرتشٍ . انظروا معي في التربية، في الصحة وغيرهما سنجد مشاكل وهموماً انظروا إلى تراثنا وتاريخنا حيث ينهب أمام أعيننا دون رادع الكثير والجهات المعنية بالحماية تطلق التصريحات دون توفير حماية للمواقع التاريخية أو ردع للعابثين أليس هذا فساداً.. ولكن هل تغيّر وضع هل تعدل شيء رغم الكثير ممن كتبوا ونوهوا وأشاروا ،لكنك تجد كلمة لا شيء فالوضع في تفاقم ومع ذلك لازلنا نكتب وسنظل نكتب وسنمر على الأمل مرات وسننقر باب السعادة عدة طرقات سنمضي حاملين مشاعل أقلامنا يحدونا الأمل في غد مشرق يأتي بالخير، لكن صدقوني لن يأتي سوى بالرغبة الحقيقية في التعديل والتصحيح لن يأتي إلا إذا كانت اليمن في كل عقل وقلب هي الأغلى والأقدم والأثمن.. وحتى ذلك الحين سنظل نروي بحبر أفئدتنا صفحات الانتظار نوجهها للمستقبل ليصبح شاهداً علينا وعليهم بأننا قد أدينا ما علينا وهم لم يبالوا بل وقد يستهزئون ويستمرون فساداً لكنا سنمضي لأننا حتى إن حاولنا عدم المضي قدماً تجرنا أقلامنا غصباً عن إرادتنا نحو الغد وتدعونا لنرسم بدمائها عالماً من جمال ونوراً من شعاع قد ينفع يوما ما وعفواً يادموعي ويا ألمي فلا زال لدي قلم يكتب وقلب بنبض بالحياة فلا وقت للانهزام اليوم لأن اليمن هي الأغلى .