الأخ الدكتور.. نُحبُّ أن تعطينا فكرة عن حالة الكتابة عندك بوجه عام. محمد الزريقي- كلية الآداب - تعز الكتابة أشبه بحالة وحي، يبدأ الشعور في الرغبة بالكتابة، كأي شعور في عمل ما، طعاماً وشراباً ونوماً وسفراً، ودخولاً وخروجاً. الكتابة حالة مزاج، يشعر المرء أنه مجرد موظف ذهني، بينما تنطلق أصابعه في الكتابة، تنثال الخواطر انثيالاً إلى درجة أن يعجز القلم عن مجاراة الأفكار، ولذلك فهناك ولاء لنوع خاص من الأقلام ولون الأحبار وشكل الورق. والكتابة تختلف باختلاف الغرض، فقط أتحدث هنا عن الكتابة الإبداعية.. هي نوع من التجلّي والحضور، تبدأ الفكرة، أولاً، هي التي تعرض نفسها فيستجيب لها المرء. قد تفوت عشرات الفكر؛ لأن الوقت لا يكون مناسباً، كأن يكون الإنسان في السوق، في المقيل، في السرير كسلان، في الطريق يسير، في المدينة أو بين المدن!!. أحياناً تفاجئ المرء عبارات إبداعية، تستحث التسجيل، لكنها تومض وتختفي بشكل مفاجئ، لأن تدوينها ورسمها لا يكون مواتياً، أحياناً تضيء هذه العبارات ليلاً فيحول الكسل دون قطفها، ركوناً إلى أن الذاكرة قد حفظتها، لكنها ما تلبث أن تتبخر. أشعر أحياناً أن بإمكاني كتابة عشرات الصفحات دفعة واحدة، وأحياناً أيام تمضي ولا أحب أن أكتب سطراً، لا يهمني بحال انتقاء العبارات، إلا إذا كانت الكتابة ذات طابع أكاديمي، فالكتابة الأكاديمية مسؤولية، والباحث مسؤول عن كل كلمة يحررها. ولأي كان حق مناقشة الباحث فيما يكتبه؛ لكن الكتابة المقالية الاجتماعية مجرد تصحيح لوضع أو اقتراح لفكرة أو سد فراغ، والكاتب الحقيقي لابد أن تخرج منه بفائدة، بالرغم من أن المقال الذي كتبه قد يكون تافهاً!!. قال أحدهم: لا أستطيع أن أكتب مع أن لدي أفكاراً. قلت له: ينقصك المران، التمرين هو مفتاح الكتابة، حاول، وحاول، وحاول، قد تكتب بداية شيئاً غير مفيد يستدعي الضحك؛ لكن مع الرغبة والمران ستكون كاتباً بديعاً. والكتابة تحتاج أمرين اثنين، القراءة، قراءة الكتب أولاً وقراءة الواقع ثانياً.