بالأمس كانت قناة «الجزيرة» من أهم المنابر الإعلامية وأكثرها شهرة وشعبية عند المواطن العربي الذي رأى فيها متنفسه الحقيقى وعينه التي يرى بها العالم من حوله وما يجري فيه من أحداث بكل حيادية ومهنية دون تشويه أو تحوير أو تزييف فكانت مصداقيتها أساس نجاحها وتفوقها وزاد من أهميتها وشعبيتها وشغف المواطن وإمتتانه بها أنها القناة العربية الوحيدة المتحررة من كل القيود الرقابية المفروضة على غيرها من القنوات مما يجعلها أكثر جرأة وقدرة في نقل الوقائع كما هي، بالإضافة إلى ماتمتلكه من إمكانيات مادية وبشرية تسهل عليها مهمة الحصول على المعلومة من مصدرها والتواجد في قلب الحدث في أي مكان وفي أي زمان.. ولهذا يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً في مجمل القضايا العربية وإيصالها إلى الآخر ليكون شاهد عيان على الواقع العربي بمختلف جوانبه السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.. وأظهرت في أحايين كثيرة إلى جانب حياديتها ومهنيتها في طرح القضايا وتناول الموضوعات قوميتها العربية وتصديها للإعلام المعادي ورفضها أن تكون أداة يستخدمها البعض لمصالح شخصية وتصفية حسابات ووسيلة للإساءة لأوطانهم وأنظمتهم وشعوبهم.. فكان نقدها بناءًَ وأهدافها نبيلة ومواضيعها هادفة أثّرت في المواطن العربي ونالت إعجابه فاعتمدها مصدراً رئيسياً يستقي منها كل ما يريد لأنه وجد فيها كثيراً من الحقيقة وقليلاً من الكذب والزيف والخداع. أما اليوم فلم تعد قناة «الجزيرة» تغري المواطن وتثير اهتمامه وتشده إليها كما كانت من قبل وتحولت في نظره إلى قناة للفتنة والإثارة ومنبر للكذب والخداع وتلفيق الأخبار وقلب الحقائق والتهويل والمغالطات وإعطاء القضايا أبعاداً أخرى لا علاقة لها بمهنية الإعلام ورسالته السامية وتحولت - دون سابق إنذار- إلى بوق إعلامي زائف تم تسخيره لتوجيه الإساءة واستهداف البلاد العربية شعوباً وأنظمة. والحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن جزيرة اليوم ابتعدت كثيراً عن المصداقية في نقل الحقيقة وتخلت عن حياديتها ومهنيتها في تناول الأحداث وطرح القضايا فأساءت كثيراً لشرف المهنة وقدسيتها واستغلت ثقة المواطن العربي بها فدست الشائعات وبثت له الأخبار الكاذبة والملفقة وأشعلت الحرائق بتقارير مراسليها المغلوطة. ونحن في يمننا الحبيب أكثر الشعوب العربية تضرراً من هذا الانحراف الإعلامي لقناة «الجزيرة» التي أصبحت منبراً مفتوحاً للانفصاليين والخونة والمتآمرين على الوطن اليمني ووحدته وبابها مفتوح على مصراعيه أمام كل دجّال يريد الإساءة لليمن والنيل من سيادته واستقلاله.. بالإضافة إلى تلك التقارير المغلوطة والمفبركة التي اعتاد مراسلوها تسريبها وإعطاء صورة مشوهة عن حقيقة ما يجري في اليمن.. ولهذا ظهرت أكثر معارضة من المعارضة نفسها وأكثر حراكاً وتخريباً من “الحراك” فهل هذه الجزيرة التي عرفها المواطن العربي ذات يوم؟؟ ولماذا كل هذا التحامل على اليمن وشعبه؟