ماذا يعني أن نحتفي بأيام النساء والأمهات في هذا الشهر؟! وماذا بعد الاحتفاء؟! إن تكريم النساء العاملات والأمهات يذكّرنا بالحركة النسائية في بلادنا منذ قيام الثورات الوطنية والتضحيات التي قدمنها في الخروج للمشاركة في المجتمع من خلال العمل الطوعي.. كن عازبات أو أمهات.. يذكرنا بجيل من النساء استطعن أن يمددن الحياة بوطننا الحبيب بنساء مناضلات في مجالات العمل الانسانية والقانونية والمهنية، نساء كن العون لفلذات أكبادهن في طريق التعليم والعمل.. واليوم هؤلاء النساء يقفن في مفترق الطرق بفخر وإعتزاز.. ونساء اليوم هن نساء مكافحات حتى وإن كنّ أمهات هنّ يعملن خارج البيت وداخله هنّ يتحملن أكثر من الرجال مسئولية الأسر والانفاق عليهم وتربية الأبناء بينما هناك أزواج وآباء واخوة تخلو عن هذه المسئولية وبلامبالاة مادين أيديهم للنساء من أجل المال وبالرغم من المسئولية التي تتحملها المرأة العاملة والأم في مجتمعنا إلا أن هناك من فلذات الأكباد خاصة من الذكور من يتناسون كل هذا ويجعلون من أنفسهم أوصياء على أمهاتهم وأخواتهم وبطريقة تدعو للاستفزاز بالرغم من أنهم مازالوا يأخذون مصروفهم منهن. إذن فهاتين المناسبتان وبالذات اليوم العالمي للمرأة هو احتفائية عالمية تدق أجراسها في عالم النسيان لتذكر المسئولين وصّناع القرار في كل بلدان العالم بالايفاء بوعودهم تجاه تحقيق حقوق النساء العاملات القانونية والاجتماعية والسياسية... إلخ. ومع ذلك مازال على النساء والأمهات الكثير خاصة فيما يتعلق بتغيير التنشئة التقليدية لأبنائهم الذكور بدون تمييز بينهم وبين شقيقاتهم الاناث حتى عندما يصيرون في مناصب صنع القرار يوفون بالتزامات الدول الموجودة في القوانين والتشريعات المحلية تجاه النساء دون تردد أو خوف من أن تنال هذه المرأة أو تلك حقوقاً قد تجعلها تملك زمام القرار.. ونذكر كل نساء المجتمع أن الله سبحانه وتعالى عندما جعل القوامة بيد الرجال إنما بشرط الانفاق والتفضيل لكل منهما وليس للرجال فقط.