الأزمة الاقتصادية العالمية ،الاحداث المؤسفة التي استهدفت أمن البلد واستقراره..كلها مؤثرات سلبية لقطاع السياحة الذي بدأ للتو.. وجعلت كثيرين يتساءلون عن العمل السياحي في ظل هكذا ظروف مرت بلادنا مؤخراً بأوضاع داخلية صعبة ابتداء من الحرب مع الحوثيين التي استمرت قرابة سبعة اشهر والتي كانوا يخططون فيها لإعادة الحكم الكهنوتي بجلباب جديد الى بلادنا, او تلك السموم التي تبثها عناصر القاعدة من خلال مخططاتها الارهابية على الاراضي اليمنية , او ما تشهده بعض المحافظات الجنوبية من تخريب وتقطعات ومظاهرات من قبل افراد خارجين عن القانون ينادون الى الانفصال تحت مسمى الحراك الجنوبي في الوقت الذي تنقل وكالات الانباء اخبار هذه الاوضاع في جميع انحاء العالم, فترى الصحف والمجلات الاجنبية تنشر الاخبار والتحقيقات عما يجري في ارض اليمن الامر الذي يشكل تحديا كبيرا امام صناع القرار السياحي. وهنا لابد ان نعرج على الحركة السياحة التي تعني المجموع العام للمسافرين الى اي بلد من جميع نقاط الحدود بغض النظرعن الدوافع والحوافز التي تشجع الناس على السفر . علماً ان حركة السياحة هذه تتأثر بعدة عوامل اهمها الاستقرار السياسي , فمن الواضح ان السائح يبتعد عن المناطق التي توجد فيها الازمات او الحروب . الاوضاع الاقتصادية في البلدان المصدرة للسياحة فضلاً عن: المعرفة بالامكانات السياحية المتوفرة في بلدان القصد السياحي ويعتمد ذلك على حجم الدعاية والترويج والتسويق السياحي ثم التناسق والانسجام بين الطلب والعرض السياحي بالإضافة إلى توافر وسائط النقل ورخص اسعارها. فاذا استعرضنا هذه المؤثرات بشكل سريع بالنسبة لليمن على الاقل في الوقت الراهن نلاحظ ان معظمها ليست في صالح الحركة السياحية , فالسائحون وشركات السياحة والسفر لا يقبلون على تنظيم رحلات الى بلادنا في ظل الظروف التي تمر بها. والاقبال على استثمار رؤوس الاموال في المشاريع السياحية يكون محدوداً ويؤثر على العرض السياحي أي على حجم التجهيزات ومستوى الخدمات السياحية . ولهذا سنجد انخفاضاً عاماً في حركة السياحة كنتيجة طبيعية للاوضاع الراهنة , ولا استبعد ان يشهد هذا العام ادنى مستويات النمو السياحي في تاريخ السياحة اليمنية اذا لم تحصل حلول نهائية لجميع القضايا. ويتساءل الكثيرون حول جدوى العمل السياحي في ظل االظروف الراهنة , واذا اعتبرنا انه يجب النظر الى المصاريف السياحية سواء اكانت للترويج والتسويق ام الانشاءات والتجهيزات من الزاوية الاقتصادية , فيمكننا ان نستنتج بأنه من الضروري متابعة العمل السياحي حتى في الظروف غير الطبيعية التي تمر بها بلادنا وذلك من خلال: الاهتمام بالسياحة الداخلية, والتوعية السياحية, باعتبار ان السياحة الداخلية تمثل عنصر تعويض اقتصادي عن النقص من الدخل في حركة السياحة العالمية , كما تساعد التوعية السياحة في التخفيف من حملات التشكيك في جدوى العمل السياحي في ظل الاوضاع الحالية وتوثيق العلاقات السياحية مع البلدان المجاورة, وخصوصاً التي يتواجد فيها نسبة كبيرة من المغتربين اليمنيين باعتبار ان الصلات والمصالح المشتركة تفرض عليهم السفر والتنقل لزيارة الاهل ومتابعة اعمالهم أيضاً. 3- تركيز الجهود لتنشيط السياحة البينية(العربية) وخصوصاً السياحة الخليجية وبكافة الوسائل. زيادة التسويق والتبادل السياحي مع الدول التي تعتبر مقومات بلادنا بالنسبة لها ضرورة رئيسية لاجتذاب اكبر عدد ممكن من الزوار من تلك الدول ثم المحاضفظة على الوجود السياحي اليمني في اسواق السياحة الاوروبية والاسواق الاخرى , ودحض الدعاية المنافسة الضارة وايضاح الحقائق فيما يتعلق بالاوضاع السياحية وبذل الجهود لاجتذاب الزوار والسائحين, مع العلم مسبقاً بأنه لا ينتظر وصول اعداد كبيرة من الزوار كما لو كانت الاوضاع طبيعية. ختاماً, هذه مجرد ملاحظات عامة يمكن ان تكون عليها بعض اسس العمل السياحي في اليمن في ظل الظروف المحلية الراهنة التي تحتم على القائمين بشؤون السياحة ان يتعمقوا في تحليل ودراسة الاوضاع السياحية قبل تقدير الخطوات الواجب اتباعها. سائلين الله ان يحفظ يمننا الحبيب من الشرور والفتن,,, والله من وراء القصد.