أحمد صالح عيسى – شاعر غنائي من محافظة لحج – وهو من مواليد عام 1929م. تقلّب الشاعر في مناصب كثيرة.. وهو عضو في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.. وعضو مؤسس لاتحاد أدباء محافظة لحج عام 1980م. المكسب الكبير لأي شاعر غنائي أو فنان أو موسيقي أو أي مبدع في مجال من مجالات الفنون المختلفة هو أن تكون علاقاته بأصدقائه وزملائه ممن يعملون في الوسط الفني علاقة حبٍ وودٍ وإيثار فهذا يساعد الفنان أو المبدع على العيش في وسط إبداعي صحي وكل ذلك يعكس نفسه على النتاج والعطاء الذي يقدمه هؤلاء.. وهذا المناخ الجميل هو الذي تنمو فيه نبتة الفن وتثمر فناً متميزاً. وبالعودة إلى شاعرنا الغنائي نقول: إن وفاة الشاعر شكّلت صدمة قوية ومؤلمة لكثير من زملائه وأصدقائه ولذلك فقد أمطروه بقصائد رثاء تقطر حزناً وألماً على فراقه.. كصالح نجيب مثلاً وغيره من شعراء الأغنية اليمنية. في بواكير شبابه كتب جزءاً من أغانيه ولحّن بعضها ومنها (بس الهوى يا ابن الهوى) و(طاب اللقاء يا حبيب) وعندما اكتملت موهبته الشعرية على نطاق أوسع وأخذت في النضج والتوهج راح يؤلف أجمل الأغنيات التي شدا ببعضها الفنان الكبير فيصل علوي. كتب القصيدة الوطنية والأغنية الوجدانية وفي كلتيهما كان متألقاً ورائعاً.. لحّن له الفنان سعودي أحمد صالح أغنية (محلى خصامه حبيبي) والتي غناها عبدالكريم توفيق.. وغنّى له سعودي (عاتب في الحب يحلى العتاب).. كما غنّى له الفنان فيصل علوي مجموعة أغنيات منها (المستحيل – عشت يا فلاح – الحب أصله سعادة – فين عطفك). كانت عطاءات هؤلاء المبدعين تتوهج حينما يتواصلون ويلتقون .. وهذا التواصل في بعض الأحيان هو الحافز لعطاءٍ ثر... لا ينضب معينة.. كما هو الحال مع الشاعر الغنائي المبدع أحمد صالح عيسى.. وبوفاته فقد فنانو لحج شرياناً من شرايين الأغنية الأصيلة الذي كان متدفقاً بعطاء فني وإبداعي خلّاق.