المجتمع الدولي حوّلته الإدارة الأمريكية إلى أكذوبة وإلى جسم بلا فعل.. المجتمع الدولي الذي نراهن عليه ليس سوى الإدارة الأمريكية التي اختزلت المجتمع الدولي في شخصها، واختزلت الإرادة الدولية في إرادتها الطغيانية الظالمة العنصرية المنحازة إلى العدوان والظلم والإرهاب الصهيوني في فلسطينالمحتلة والانتصار له ضد أصحاب الحق من الشعب العربي الفلسطيني رغم كل قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الأمن. فالمجتمع الدولي، وآلياته، ومؤسساته صار عبارة عن فزاعة بيد الطاغوت العالمي الجديد لصاحبه الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد شعوب العالم التي تقول “لا” للأطماع والطغيان الأمريكي، ضد كل من يمانع ويقاوم الاستعمار والصهيونية، ويرفض الانصياع والخضوع للإرادة والأطماع الاستعمارية الجديدة، التي طلعت على العالم بأقنعة جديدة وبأوجه مختلفة في ظاهرها الخير، وفي باطنها الويل والثبور، وعظائم الأمور لكل شعوب العالم. إن المجتمع الدولي بآلياته ومؤسساته لم يستطع أن يوقف التصرفات والسلوكيات، والأعمال الصهيونية في فلسطينالمحتلة، ولم يستطع أن يلزم كيان العصابات الصهيونية بقراراته، وتنفيذها. إن المجتمع الدولي حسب ما نتابع اليوم عجز عن إبطال الحصار القاتل لقطاع غزة، هذا القطاع الذي حوله الصهاينة إلى سجن كبير لكل شعب القطاع، ويمضي في تهويد كل ماهو عربي في القدس، وفي فلسطين “48” وما يقوم به من طرد للسكان المقدسيين من بيوتهم ويحل محلهم يهوداً، وما يسعى إليه من خلال الحفريات لهدم المسجد الأقصى، والتوسع الاستيطاني في المستوطنات الجديد ة ،كل هذا يحدث يومياً وبتحدٍ سافر وصلف للمجتمع الدولي وميثاقه وقوانينه وإعلاناته لحقوق الإنسان.. دون أن يتحرك المجتمع الدولي لإيقاف ذلك ،لأن المجتمع الدولي هو “الولاياتالمتحدة” الأم الحنون الرؤوم بهذا العدو الوحشي العنصري الصهيوني.. هذه الولاياتالمتحدة التي تعتبر نفسها كل المجتمع الدولي، ولا تنفذ إلا إرادتها، وهي الإرادة الصهيونية نفسها التي تضرب بالإرادة الدولية عرض الحائط، وتحول المجتمع الدولي إلى أكذوبة وزيف أو كما يقال:”أسد مفرشة”. فإلى متى ننتظر المجتمع الدولي وكل شيء يدور في العالم من الظلم والطغيان والباطل يقول: إن المجتمع الدولي وشرعيته وهم في وهم ولا وجود له مالم يفرض بالمقاومة العالمية.