اليوم .. العالم، أو المجتمع الدولي .. تحت الضغوط الأمريكية المختلفة يجتمع ويناقش، ويضع مشاريع قرارات دولية لمجلس الأمن وفي فترات وجيزة، وقصيرة، ويتخذ الإجراءات السريعة، لإصدار القرار، وتنفيذه، ويهدد، ويتوعد من خلال مجلس الأمن بالويل والثبور، وعظائم الأمور، والعقوبات، وبالضربات العسكرية .. كثيراً ما يتبادر إلى ذهني هذا السؤال وغيره من الأسئلة الملحة.. هل نستحق فعلاً آثارنا وتراثنا الحافل بكل مايبعث على الفخر والاعتزاز؟ أم ترى نعزي انفسنا كلما استوقفتنا على صفحات الجرائد بين الفينة والأخرى اخبار النهب المنظم للآثار وعمليات التهريب واحباط بعض محاولاتها ، وافلات منفذي بعضها دون عقاب ؟ حين يكون الأمر متعلقاً بالأطماع الأمريكية البريطانية، وهو ما يحدث ضد كوريا، وضد إيران، وضد سوريا، وضد لبنان، وضد السودان، وما حدث للعراق، وقبلها افغانستان، والاتحاد اليوغسلافي .. فهذه الاقطار عانت وتعاني من القرارات الدولية، ومن الضربات العسكرية التي تلقتها بقرار وبدون قرار وكل ذلك يتم بتدبير أمريكي، ويصاغ في دهاليز الإدارة الأمريكية والبريطانية.. ثم ينتقل إلى مجلس الأمن ليصدر القرار، وتتخذ إجراءات التنفيذ للقرار سريعاً، وفي فترة زمنية قياسية تحت ضغط من قبل الإدارة الأمريكية .. وكل هذا يتم وباسم المجتمع الدولي الذي لا حول له ولا قوة، وليس له علاقة في كل ما يصدر عن مجلس الأمن.. فالعالم كله والمجتمع الدولي .. قد «أختزل» بالولاياتالمتحدة. لنفترض أن كل ما يصدر عن مجلس الأمن .. هو صادر عن المجتمع الدولي.. حرصاً على السلم والأمن الدوليين، ولحماية الشعوب من العدوان .. لماذا هذا الحرص على كل هؤلاء، وتنفيذ القرارات ضدهم، بل ومعاقبتهم دون قرارات .. سوى قرارات أمريكية .. بينما الشعب الفلسطيني يعاني من الاحتلال العنصري الاستيطاني الصهيوني، وتعاني الشعوب العربية المجاورة «سوريا، ولبنان» من احتلال أراض لهم من قبل الصهاينة، وتقوم العسكرية الصهيونية والحكومة العنصرية بممارسة العدوان على الشعب الفلسطيني والأقطار العربية المجاورة وتنفذ أبشع أنواع المجازر والهدم والتخريب ضد الشعب الفلسطيني حتى اليوم ومنذ نحو «58» عاما، وصدرت العديد من القرارات ضدها، وتواجه بالرفض ومزيد من العدوان والاحتلال الصهيوني لفلسطين واراضي عربية دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً،ودون ان يتخذ قرارضد الصهاينة وفقاً للباب السابع ضد الصهاينة بعد رفضهم لقرارات الشرعية الدولية.. وهاهو الشعب الفلسطيني اليوم ومنذ فترة ليست قصيرة يعاني في أراضي السلطة الفلسطينية الاجتياحات العسكرية والقتل والهدم للمنازل وانتهاك حرمة الدولة الفلسطينية فيحاصرها ويعتقل أعضاءها ونوابها، ويقصفها يومياً بطائراته ودباباته، وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولي .. وكأن شيئاً لم يكن .. وحتى الإدارة الأمريكية وبريطانيا اللتان تدعيان حرصهما على حقوق الشعوب وحريتها وسلامتها لم تتقدما بمشروع قرار يعاقب الكيان الصهيوني ويعيد للفلسطينيين حقوقهم ويحميهم من الهمجية العسكرية العنصرية الصهيونية . إنها الفوضى العالمية التي تقودها وترتكبها الولاياتالمتحدة ليس إلا.