منذ سنين مضت والفلسطينيون يصرخون بأعلى أصواتهم ويواجهون بكل ما أوتوا من قوة المخططات الصهيونية الهادفة إلى تهويد كل ما هو عربي فلسطيني في الأماكن المقدسة؛ الأقصى وما حوله من مدينة القدس والمناطق المحتلة في 1948م من فلسطينالمحتلة. ولأن أبناء فلسطين قليلو الحيلة، لم يستطيعوا إيقاف الهمجية الصهيونية التهويدية؛ بينما العرب والمسلمون «الأنظمة» أذن من طين، وأذن من عجين، وكأنهم لا يسمعون صرخات الفلسطينيين المستنجدة لإنقاذ فلسطين الأرض والمقدسات والعروبة من التهويد الذي يتنافى مع القوانين الدولية التي تحرم على أي محتل غاصب تغيير هويات وثقافات وتراث البلاد المحتلة، ويحرم مثل هذه الانتهاكات، والتغييرات. والعرب والمسلمون والمجتمع الدولي لم يحركوا ساكناً.. فالصهاينة يعملون وينفذون مخططاتهم التهويدية في فلسطينالمحتلة عموماً؛ دون أن توقفهم الصرخات والمقاومة الفسلطينية الضعيفة والعاجزة. إن جرائم التهويد وتغيير معالم فلسطين العربية الفلسطينية الثقافية والتراثية والحضارية والدينية مستمرة وبإصرار وعزم صهيوني لمحو أية هوية عربية لفلسطين. إنهم يهوّدون فلسطين، ويبنون الجدار العنصري العازل، ويمضون في توسيع المستوطنات، ويقيمون مستوطنات جديدة، والعرب والمسلمون نيام يدسون رؤوسهم في الرمال. أما المجتمع الدولي الذي اختزلته الولاياتالمتحدة في نفسها فلا وجود له.. والولاياتالمتحدة لا ترى إلا ما تراه الدولة الصهيونية الغاصبة العنصرية، بل تطالب العرب بالتطبيع معها بكل صفاقة وصلافة!!. والمشكلة هي أن العرب والمسلمين مازالوا يعوّلون على الولاياتالمتحدة في استرداد الحقوق العربية الفلسطينية، وإيقاف المضي في تهويد فلسطين. إن ما يحدث في فلسطين من تنفيذ للمخطط الصهيوني التهويدي جريمة شنعاء، والصمت العربي الإسلامي سيجعل تاريخياً من النظام العربي الإسلامي اليوم شريكاً في الجريمة؛ لأنهم على اطلاع وعلم بكل ما يجري من تهويد لفلسطين، ومع ذلك لم ينتصروا لها ولعروبتها وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية. ووجودهم ممثلاً بالجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي لا يزيد عن بقيعة سراب، ولم يتقدموا على الأقل بدعوى قضائية لدى المحكمة الدولية عما يجري من تهويد لفلسطين حتى للتوثيق التاريخي للأجيال القادمة كي تعلم، وعساها أن تقوم بإزالة الجريمة.