لاهو سارق ولانصف سارق ولا يقرب لإخوة النبي يوسف عليه السلام الذين نزغ الشيطان بينهم فكادوا له ورموه في الجب وكذبوا على أبيهم أن الذئب اكله، فالمسألة هنا أو محور القضية سلعة رخيصة الثمن منتهية الصلاحية إلا أن البائع بعلم أو بدون علم باعها بأعلى من سعرها وأكد أنها جديدة وأنه باقٍ لها من العمر ستة أشهر. وبعد دقائق وحسب قول المشتري اعادها مفتوحة وتنبعث منها رائحة غير رائحتها المعتادة ,وهي قعطة جبن مملح كما يبدو، فرفضها المشتري قائلاً انها من هذه الصفيحة جاهزة بحسب الوزن من المساء ,حيث يقوم بتقطيع الكمية الكبيرة إلى قطعة صغيرة بوزن ربع ونصف كيلو بحسب طلب معظم الناس ونضعها في اكياس صغيرة ثم نودعها الثلاجة، وأخذ صفيحة الجبن لكي يطلع المشتري على تاريخ صناعة وانتهاء السلعة.. فرد عليه أن مافيها سليم وربما أن القطعة التي لديه من صفيحة أخرى أو أن الكمية الأولى مضى عليها فترة زادت عن مدة الصلاحية وقد رفض البائع تبديلها من الصفيحة التي مازال تاريخها جديداً ,ومن هنا احتدم النزاع الذي اصطف الحاضرون فيه لصالح المشتري وعدم تحميله الخسارة خاصة وأنه حلف اليمين بأنها هي نفسها التي اشتراها منه قبل ربع ساعة وانصاع البائع إلا أنه بقي ناقماً على المشتري على كلمة «ردت اليك بضاعتك» امام المشترين المتواجدين فرأوا انها حجة واهية برأي الجميع.. الغش قد لايكون شائعاً عن عمد إلا عند أصحاب الضمائر الميتة الجشعة ولكن البعض يحاولون فرض قوتهم على نوع المستهلكين في غياب الشعور بالمسؤولية أمام الجهات المسؤولة وخاصة الصحة والبيئة ومن المسلم به أن من يفتضح بالغش لايكابر ولا يفرض رأيه على الآخرين وهو يعلم أنه ومهما كان لديه من يقف معه بماله فلا ولن يفلت منها وعلى أقل تقدير يعيد النقود أو يعطي المشتري سلعة مماثلة بالنوع والسعر سواء كانت غذائية أو ملابس أو غير ذلك وأن يتمثل الحديث الشريف «من غشنا فليس منا» في تجارته ووظيفته وعمله ومسئوليته.. إن هذا هو عصر الغش يامحترم .. إلا إذا كنت لاتتابع الاخبار في التلفزيون والصحف والإذاعات وفي التلفونات المحمولة التي تنقل إليك الأحداث أولاً بأول قبل ارسالها عبر وكالات الأنباء ومراسلي القنوات الفضائية والصحف ولم تشترك في الاخبار العاجلة فعليك الآن فعل ذلك.. التفت صاحبنا إلى مصدر الصوت فوجد أن الكلام موجه إليه من قبل شخص يظهر عليه التوتر الشديد فهو قد وقع ضحية للغش وصارت لديه قناعة بأن الغش موجود والبسطاء هم الضحايا بلا منازع أما من يجنون الملايين من الغش فهم فوق الكراسي جاهزون لعمل أي شيء اثر تلقيهم آخر الانباء من الخارج والداخل بفضل الاتصالات السريعة التي تدفع الدولة فواتيرها عشرات الآلاف شهرياً.