لا يختلف مسلمان بأن العلماء على اختلاف تخصصاتهم ومعارفهم الشرعية والسياسية والفكرية والتربوية والنفسية والتكنولوجية والزراعية وغيرها هم ضمير الأمة وبوصلتها، يفترض بهم أن يكونوا أول من يستشعر الأخطار وينبه إليها ويحذر المجتمع منها.. لذلك كان الأجدر بعلمائنا الأفاضل أن يتنبهوا ويستشعروا خطر الغلو والتطرف والإرهاب المادي والمعنوي على مجتمعاتنا الإسلامية وأثرها العميق على الإسلام والمسلمين في المجتمعات الغربية، والتشويه الذي سيلحق بقيم الإسلام وتعاليمه وجسور التعايش الاجتماعي للمسلمين مع أبناء الأديان الأخرى. لكن الحقيقة غير ذلك؛ فقد كان علماء وفقهاء الأمة – إلا القليل منهم – آخر من استيقظ، كان عنف التطرف وإرهابه قد استخدم كل حقده وكراهيته وجهالته وعنفه وجنونه ضد الشعوب المسلمة وبلدانهم واقتصادهم وأمنهم واستقرارهم وتنميتهم الإنسانية والاجتماعية. اللافت للنظر والتعجب معاً أن يتأخر تعريف الإرهاب وتجريمه وتحريمه عند بعض المجاميع والهيئات إلى وقت قد تحول فيه الإرهاب إلى عنوان رسمي للمسلمين حيثما وجدوا. أصبحت فتوى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية الشقيقة (بلاد الحرمين الشريفين) ذات جدوى ودرجة كبيرة من الأهمية بعدما أصبح الإرهاب أداة تخريب وتدمير عابراً للقارات، يعمل حسب الطلب ولمن يدفع ويموّل ولو كانت الاستخبارات الاسرائيلية أو الغربية أو الإيرانية. برغم ذلك الغياب الطويل والتأخر الملحوظ فإن صدور فتوى تجريم وتحريم الإرهاب وحرمة تمويله أو تشجيعه أو السكوت عنه من قبل هيئة كبار العلماء في المملكة الشقيقة خطوة رائعة وشجاعة تحسب – في الحقيقة – لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي اتسم عهده بالرؤية الوسطية والإصلاحات الملموسة في الوعي والتفكير والخطاب الجمعي والمؤسسي. ومازال المسلمون ينتظرون المزيد من تلك الإصلاحات التي تسهم بشكل حقيقي في بلورة الصورة والرؤية والفكرة والتربية والخطاب الإسلامي الوسطي المعتدل الذي يقبل بوجود الآخر والاختلاف معه. لأن منهج الاعتدال والوسطية يخلق الحضور الإنساني والحضاري والمعرفي والأخلاقي والديني للأمة الإسلامية بعد غياب وتصلب في الحراك الحضاري والإنساني للأمة. للموضوعية والإنصاف فقد حقق علماء اليمن السبق الزمني في فهم واستيعاب ظاهرة الإرهاب والتطرف، من ثم سعوا إلى تجريمه ووضع برنامج توعوي ومنهجي يستهدف الشباب المغرر بهم وضحايا التعبئة والتربية المتطرفة، حيث تم تشكيل لجنة تضم عدداً من العلماء والمفكرين والسياسيين للحوار مع أعضاء تنظيم القاعدة ومن لفّ لفهم وتأثر بطرحهم وسيكون وقوداً جديداً لعملياتهم الإجرامية. مثلت هذه الخطوة العملية لعلماء اليمن واحدة من أهم طرق المعالجات لظاهرة التطرف والإرهاب إلى جانب خطوات أخرى تتعلق بإعادة النظر في المناهج التعليمية ووضع قانون ينظم حياة وعلاقات المسجد والقائمين عليه بالمجتمع بدلاً من تركه سائباً لكل من أراد أن يجرب حظه في زرع الفتن وإشاعة ثقافة الغلو والكراهية للمختلف معهم. تلك خطوة رائدة، إن تعثرت بعض تلك الخطوات أو قلل من تأثيرها؛ فالسبب يعود إلى الإمكانيات المادية التي تساعد في ترسيخ قناعات أولئك المغرر بهم في الحياة الطبيعية والاندماج الاجتماعي. الإرهاب والتطرف والغلو المتزايد في مجتمعاتنا قد تسبب في تدمير وتخريب وإفقار وتجويع مجتمعنا، أضعف اقتصادنا، عمد إلى الإضرار المباشر بأمننا واستقرارنا وتنميتنا، نضبت السياحة والاستثمارات من بلادنا بسبب عملياته الإجرامية. قاسينا مرارة الفتاوى الشيطانية التي تسربت من خلال بعض أدعياء العلم والفقه، تحولت تلك الفتاوى إلى إعصار كاد أن يدمر اليمن والمملكة معاً لولا لطف الله بنا ويقظة رجال الأمن والمخلصين من أبناء مجتمعاتنا. تحية وتقدير لجهود مستشفى التعاون في تعز لايزال مستشفى التعاون في تعز يحظى باحترام وتقدير المواطنين جميعاً لما يقدمه من خدمات وتسهيلات وتفانٍ في الخدمة الطبية التشخيصية والعلاجية؛ ومتابعة مديره العام الدكتور حبيب بجاش الأصبحي لمرافق وأجنحة وإدارات وأقسام ومختبرات ونظافة المستشفى، والتزام موظفيه وأطبائه يومياً، ومدى احترام الجميع للمريض وتعاملهم اللائق معه. فللمدير العام وطاقم المستشفى الحب والتقدير، فمهما اختلفنا معهم لكننا ننصف ونحترم ونقدّر من يتحمل أمانة المسئولية بحقها. نتمنى أن يواصلوا نجاحهم وتميزهم ومحبتهم للإنسان. [email protected]