شاعر غنائي من (الكود) - محافظة أبين ... علاقته بالشعر الغنائي بدأت في العام 1970م. السهرات والسمرات التي كانت تقام في الكود في مناسبات الأعراس كانت تتخلّلها طقوس جميلة في إلقاء الشعر على إيقاع الطبول والمراوس في مكان يضم بين جنباته حشداً من الحضور يتوزعون في صفوف منتظمة مردّدين بيتاً من الشعر قاله أحد الشعراء الحاضرين ويفعلون ذات الأمر مع شاعر آخر أكمل مهمة سابقة وهكذا يستمر الحال – كما أفاد بذلك الكاتب (عبدالله صالح البقيري) في حوار أجراه مع حيدرة بخيت في جو استعراضي إيقاعي راقص، هذه الأجواء المفعمة بالجمال والغنائية كانت هي الزّاد الروحي الذي يحرص شاعرنا على التزوّد به .. ولم يمض وقت طويل حتى بدأ حيدرة بخيت يكتب شعراً ذا قيمة وكان ذلك في عام 73م معبراً في شعره الغنائي عن أحاسيسه ولواعجه ومعاناته كغيره من شعراء الأغنية اليمنية الذين يجدون في الأغنية فضاءً بوّاحاً بما يعتمل في الأعماق وفي الوجدان من مشاعر جيّاشة. شارك في كثير من الأمسيات الشعرية والأدبية والفنية في أماكن وأوقات مختلفة في محافظة أبين. وعندما استطاع أن يصل إلى منصة الشعر الغنائي وكان له شخصيته المستقلة لم يخف إعجابه بعمالقة الشعر الغنائي في اليمن وفي لحج على وجه الخصوص ربما لأن لحج تشكّل تجمعاً شعرياً وغنائياً كثيفاً لا يستطيع إغفاله لا المتخصص في الأدب والفن ولا حتى المتذوق العادي الذي يجد في الأغنية اللحجيةواليمنية عموماً نبعاً ثرّاً وغزيراً للغناء الأصيل. تعامل في بداياته الأولى مع الفنان (عوض سالم دحان) الذي غنى له (أنا مقدر على هذا العذاب) ثم وجد من يلتقط أغانيه ويغنيها بعد أن ذاع صيته في أرجاء المحيط الذي ظهر فيه ومن ألحانه غنى الفنان جميل الخيراني (ليالي العاشقين) كما غنى له فنانون آخرون أمثال : (نايف عوض – علي صالح شيخ – عوض أحمد – عوض دحان). يبدو أن إعجابه بلحج وبفنّها وفنانيها قد جعله يجمع حشداً من قصائده الغنائية ليودعها مجموعة من أهم الفنانين في لحج كسعودي أحمد صالح وعبدالكريم توفيق. الأغاني التي يزمع تقديمها لهؤلاء الفنانين – حسب عبدالله البقيري- (ارحم فؤادي المعذب – قلبي معذّب من الهم – مازلت أنا والهوى – أنا عرفت الهوى) وربما تكون هذه الأغاني تتويجاً لتجربة الشاعر الغنائية وتوسيع مداها على رقعة أخرى من جغرافية الوطن. سخّر شعره الغنائي للحب وأهميته في حياة الناس وولج في ذلك من بوابة الغزل.. فمن أغانيه في هذا السياق (أنا الذي في المحبة والهوى مبلي – يابابلي العيون – كلما جيت مكة والحرم). ومن أغانيه أيضاً (من سابق زمانه يتحمل هموم) وقد غناها كل من : نايف عوض وبدوي زبير – و(غلطان من عاب في خل) التي غناها عوض سالم دحان ) و(الخل قد خاب ظني). وجملة نقول: طالت تجربة حيدرة بخيت أم قصرت .. هي جزء من السياق الغنائي اليمني العام الذي يغوص في البيئة اليمنية بعمق ويعبر عنها تعبيراً صادقاً بقوالب شعرية غنائية بديعة.