«المغرب العربي» اتصاله وتواصله مع المشرق العربي ضعيف جداً منذ الحقبة الاستعمارية قبل الخمسين السنة الأخيرة من القرن الماضي وهي حقبة عمل الاستعمار الأوروبي على إلحاق المستعمرات العربية بالدولة المستعمِرة،وخاصة «فرنسا» التي سعت إلى فرنسة بلاد المغرب العربي (تونسالجزائر المغرب «مراكش») ورغم الصراع بين الثقافة العربية والفرنسية إلا أن الثقافة الاستعمارية كادت أن تطمس كل ماهو عربي في بلاد المغرب العربي.. وتفصلها عن الثقافة العربية في المشرق العربي لولا العديد من المفكرين والمثقفين والأدباء المغربيين عملوا على الحفاظ على الثقافة العربية وتواصلها مع الثقافة العربية المشرقة لكانت القطيعة. وفي طليعة المفكرين العرب المغربيين.. المفكر العربي المغربي «محمد عابد الجابري» الذي رحل عن دنيانا يوم الاثنين الماضي 3/5/2010،ودفن يوم 4/5/2010 في «الدار البيضاء» في المغرب . هذا المفكر لعب دوراً كبيراً في التواصل والاتصال بين مغرب العرب ومشرقهم من خلال كتاباته السياسية والاجتماعية والفكرية.. وقد كرس نفسه للبحث والدراسة، والتأليف. وله مؤلفات كثيرة في نقد الفكر العربي«الموروث والحداثة» مثل :«تكوين العقل العربي» «بنية العقل العربي» و«تجديد الفكر العربي» وغير ذلك من المؤلفات الناقدة للفكر والعقل العربيين .. وفي كتاباته جرأة وشجاعة مما ألّب عليه الكثير من الماضويين والتقليديين. ومن مؤلفات الجابري أيضاً « العقل الأخلاقي العربي» و«العقل السياسي العربي» وله كتاب رائع جداً حول نشوء الدولة العربية، والدولة بشكل عام من وجهة النظر الخلدونية، وتكاد أن تكون دراسة تطبيقية لنشوء الدولة العربية الحديثة حسب ابن خلدون. رحيل محمد عابد الجابري يمثل خسارة كبيرة لمفكر عربي امتد وجوده على ساحة الوطن العربي عموماً بماله من مؤلفاته جذبت إليها الإنسان العربي في الشرق والغرب على حد سواء .. فرحمه الله .. ولنا عزاء كبير في مؤلفاته التي أثرت المكتبة العربية.