وأنا أتابع بعض العناوين الإخبارية عن وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» استوقفني خبر طريف في ظاهره، مخيف في دواخله وجوهره، يتعلق بقيام الأهالي في إحدى المناطق الريفية بمحافظة شبوة برفع شكوى إلى السلطة المحلية وجهات الأمن بالمحافظة من «ثعبان» مخيف أدى إلى ملازمتهم لمساكنهم ومكوثهم بداخلها من باب الحيطة والحذر من التعرض لهجوم محتمل ومباغت من قبل هذا الثعبان الذي بدا وكأنه أحد الأنواع الخطرة لحية الكوبرا المعروفة بسميتها الشديدة والسريعة القتل. لنتصور هنا حجم معاناة السكان الذين تعطلت أعمالهم، واعتراهم الخوف والرعب جراء ظهور هذه الأفعى التي ربما قد لا تكون الأخيرة في بيئة المنطقة الصحراوية شديدة الحرارة التي تجتذب إليها الكثير من الأفاعي والهوام. وبمناسبة التطرق لموضوع الأفاعي والعلاقة المتوترة بين هذه الحيوانات وبني البشر منذ الأزل، فوجئ سكان أحد المنازل الواقعة بمنطقة في ريف محافظة مأرب، بوجود ثعبان يتجول داخل المنزل، فانتابتهم موجة من الرعب ومن فرطها قام رب الأسرة بأخذ بندقيته الآلية في مسعى لإرداء الأفعى بها، فأطلق عليها الرصاص، لكن الرصاصة أخطأت الأفعى وشقت طريقها لتصيب أحد الأطفال بجرح بليغ في الساق، نقل على إثره إلى مستشفى المنطقة لتلقي العلاج. هذه النوعية من الحوادث على غرابتها، تنقلنا للتطرق إلى مشكلة تكاثر الكلاب والحيوانات الضالة والشاردة بأحياء بعض المدن الرئيسة خلال الفترات الأخيرة، وهي ظاهرة سلبية أفرزت الكثير من الإشكالات والحوادث، ومنها حادثة إصابة مجموعة كبيرة من الأشخاص بأحد أحياء مدينة ذمار بداء الكلب، نتيجة لتعرضهم لعضات خطيرة من قبل كلب مسعور طليق بذلك الحي وفي وقت متأخر من الليل، بعض هؤلاء المصابين تم نقلهم للمراكز الصحية وتحصلوا على معالجة سريعة، أنقذت حياتهم من الخطر. هذه الحادثة، تبدو نموذجاً لحوادث مشابهة رصدتها التقارير الرسمية، وكلها تتحدث عن حدوث إصابات في أوساط مواطنين تعرضوا لعضات الكلاب المسعورة، ومن الغريب أن تقابل تلك الحوادث بالصمت والتجاهل بدلاً من قيام جهات الاختصاص بوضع حد لها عبر تشكيل فرق لمكافحة هذه الحيوانات وإبعادها عن الأحياء السكانية التي لم يطل سكانها الأذى وتعريض حياتهم للخطر فحسب بل تجاوز الأمر إلى إشاعة الرعب في قلوب الأهالي الذين يلجأون لملازمة بيوتهم عند الليل درءاً لملاقاة أحد تلك الوحوش المتسترة بالظلمة، والتي ما تفتأ تتربص بضحاياها بصمت حتى إذا ما اقتربوا منها، باغتتهم بمخالبها وأنيابها نهشاً وعضاً. ولعل المشكلة تصبح أقسى وأمر عندما يتصادف مرور أشخاص غرباء من تلك المناطق والأحياء المظلمة، إذ يتعرضون بشكل مباغت لهجمات تلك الحيوانات وعضاتها الخطرة. لم تكن تلك المرأة المسنة البالغة من العمر 55عاماً والتي دخلت في شجار حاد مع زوجة ابنها تعتقد بأنها ستقع فريسة لأنياب مجموعة من الوحوش التي هجمت عليها وحاولت نهشها عند لحظات الفجر، وذلك عندما دفعها الغضب الشديد من زوجة ابنها إلى اتخاذ قرارها بمغادرة المنزل والانتقال للمكوث عند بعض أقاربها في منطقة أخرى سيراً على الأقدام.. وفي ساعات متأخرة من الليل، وبمجرد وصولها مشارف تلك المنطقة هاجمتها مجموعة من الكلاب بضراوة، وأحاطت بها وبدأت في نشب مخالبها وأنيابها في مناطق متفرقة من جسدها، وهي تصرخ وتستنجد بالأهالي عسى أن يهبوا لنجدتها، وقد حدث ذلك، ولكن في وقت متأخر وبعد أن تعرضت المرأة للعديد من الإصابات والجروح، وقد كان عليها أن تكافح آلام تلك الجراح وخطورتها دون تلقي العلاج بسبب ابتعاد تلك المنطقة الواقعة في ريف مديرية ريم بمحافظة إب عن أقرب مستشفى يمكن أن يتم إسعافها إليه. حوادث قد لا يلتفت الكثيرون لها، ولكنها تقع وتحدث تراكمات صحية خطيرة على ضحاياها، ولعل أهالي تلك الأحياء مطالبين بتضافر الجهود لتأمين أحيائهم من أخطار هذه الحيوانات عبر اتباع حلول تكفل بمعالجة هذه الظاهرة.