عندما يعبر اليمنيون عن سعادتهم وابتهاجهم في الذكرى العشرين لإعادة وحدة اليمن وقيام الجمهورية اليمنية، فإنهم إنما يعبرون عن الحس القومي الإسلامي التواق للوصول إلى انجاز المشروع النهضوي العربي الكبير, لأن حركة التاريخ تفرض على اليمنيين النهوض بمسئولياتهم التاريخية، ولعل المفكرون العرب والمسلمون يدركون الدور المحوري لليمن في وحدة الكيان العربي عبر مراحل التاريخ، ولا أبالغ إن أشرت إلى ذلك الدور، لأنه نزيه ومبرأ من كل شبه أو نزعة تسلطية، وقد برهن اليمنيون أنهم السند الحقيقي لحماية كيان الأمة العربية والاسلامية، ولا أعتقد أن بلداً عربياً خالٍ من شهيد يمني قدم روحه من أجل الحرية والكرامة والعزة لأمة الضاد، وليس طمعاً في مكاسب شخصية أو أمجاد فردية. إن دارس الفكر التحرري للحركة الوطنية لأحرار اليمن سيجد أن نزعة التحرر وحب الوطن العربي الكبير أصيلة في الفكر السياسي لأحرار اليمن، ولمن يشكك في صحة ماذهبت إليه فليقرأ فكر الثورة اليمنية، وسيجد أن هذا الفكر الثوري التحرري جامع شامل للوطن العربي الكبير لأن أحرار الوطن العربي كانوا متواجدين في الحركة الوطنية من خلال رموز مثلت الفكر الاستراتيجي القومي العربي، ومن أولئك الاعلام الأحرار الشهيد جميل جمال والورتلاني والبناء، ناهيك عن المقاتلين الأشاوس من مصر وغيرها إلى جانب الثورة اليمنية، ولذلك فلا غرابة إن قلنا إن الاحتفال بالعيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية علامة فارقة في تاريخ الاحتفالات القطرية العربية ويحمل بصمات عربية أصيلة، ولو أتيحت الفرصة للشارع العربي لخرج محتفلاً ومبتهجاً وهو يحمل علم الوحدة باعتباره بارقة الأمل لاستشراف آفاق المستقبل الذي يحمل في طياته تباشير الخير وقرب الانعتاق من ذل الانكسار الذي عانى منه الوطن العربي قروناً طويلة، وبارقة الأمل هذه لمعت في سماء اليمن مبشرة بسمو الوطن العربي.. وكل عام والجميع بخير بإذن الله.