لم تنهض الشعوب بإعمار أوطانها وخدمة الإنسانية إلا في ظل الأمن والاستقرار، ولم يتحقق الرخاء الاقتصادي إلا في ظل وحدة الأرض والإنسان، وهذه الحقيقة أدركها اليمنيون منذ فجر التاريخ السياسي القديم قبل آلاف السنين وقد سجل القرآن الكريم جزءاً من تاريخ اليمنيين الذي ظهر فيه النزوع الإنساني لإعمار الأرض وفقاً لإرادة الله سبحانه وتعالى، ولذلك قال تعالى: (بلدة طيبة ورب غفور) لأن الصراع الذي كان يدور في اليمن بين دعاة الخير والسعادة وأصحاب النوازع الشريرة التي تثير الفتن وتغذي الصراعات والاقتتال وفي كل جولة من تلك الجولات كان الانتصار لإرادة الخير والسعادة والمحبة والتسامح لأنها مستمدة من إرادة الله سبحانه وتعالى. ولئن ظهرت جماعات تحمل أفكاراً عنصرية وطائفية ومذهبية مقيتة تغذي الصراعات والفتن فإن تلك الإعمال الشريرة مستمدة عن إرادة الشيطان الذي يسعى لإثارة الفتنة بين بني الانسان من أجل زعزعة الأمن والاستقرار وجعل الأرض خراباً كما يحلو للشيطان الرجيم الذي تعهد بالفتنة بين الناس. إن تاريخ اليمنيين نظيف وعظيم ولم يقبل اليمنيون عبر مراحل التاريخ القديم والمعاصر بأية دعوات عنصرية أو طائفية أو مذهبية أو مناطقية، بل إن التاريخ اليمني قد سجل أنصع صفحات المجد والانتصار لإرادة الله سبحانه وتعالى لإعمار الأرض بالخير والسعادة، وقد أطلق على اليمن منذ فجر التاريخ باليمن السعيد، وهذه التسمية لم تأتي بفعل الأفكار المنحرفة والجاهلية وإنما لأن أهل اليمن دعاة سلام ومحبة ووئام ولم يسعوا في الأرض إلا بالخير العام، وكلما جاءت دعوة للحق والصلاح والتسامح وقف معها اليمنيون، ولأنهم دعاة المحبة والتسامح والتصالح فقد أطلق عليهم المؤرخون بالحكماء وعلى بلاده اليمن بالسعيد، ولذلك ينبغي أن نقف في وجه كل من يحاول تشويه الدين الاسلامي وتاريخ اليمن العظيم ولابد من توجهنا لحماية الدين والوطن وصون الشباب، وذلك هو الواجب الذي ينبغي القيام به بإذن الله.