هل من تعليق على إسرائيل؟؟ بحق الجحيم ليخرجوا من فلسطين.. هل من تعليق أفضل على اسرائيل؟؟ تذكر.. هؤلاء تحت الاحتلال وهذا وطنهم، فهذه ليست المانيا ولابولندا إلى أين سيذهب اليهود؟؟ ليعودوا إلى وطنهم إلى بولندا والمانيا إلى الولاياتالمتحدة إلى أي مكان آخر. هذا الحوار القصير بين عميدة الصحافة الأمريكية هيلين توماس الأمريكية الجنسية اللبنانية الأصل والحاخام ديفيد نيينوف كان سبباً في تقديم الأولى لاستقالتها بعد قضاء أكثر من (50) عاماً في تغطية أخبار البيت الأبيض والمؤتمرات الصحافية. وعلى الرغم من أنها اعتذرت عن تلك التصريحات وقالت إنها مؤيدة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين إلا أن ذلك لم يشفع لها وسط عاصفة إعلامية شنها اللوبي الصهيوني للضغط على صانعي السياسة الأمريكية لتأديب هيلين. الحادث يكشف جانباً مهماً من الانفصام في شخصية السياسة الأمريكية بين القناعات والممارسات فما عبرت عنه توماس في لحظة كانت تعتقد أنها بعيدة عن عدسات الكاميرا هي قناعات كل السياسيين الأمريكيين ورجال الإعلام وقادة الرأي لكنهم يخافون الإفصاح عنها حتى لايتعرضون لبطش اللوبي الصهيوني.. فأي قيم للحرية وحقوق الإنسان يحملها هؤلاء ويريدون تسويقها للعالم (فاقد الشيء لايعطيه)..دافع الضرائب الأمريكي يمول سياسات أمريكية لاتخدمه وتتعارض مع المبادىء التي حددها الدستور الأمريكي ومع القيم التي أسست عليها الولاياتالمتحدةالأمريكية ووضع من أجلها تمثال الحرية كرمز لها.. الانفصام في شخصية السياسة الأمريكية برز بوضوح في تعاملها مع قضية الشرق الأوسط الأساسية،في الوقت الذي تشدد على تطبيق القرارات الدولية ضد أي دولة عربية أو اسلامية مهما كان القرار مجحفاً وظالماً تقف ضد أي قرار يصدره مجلس الأمن يدين إسرائيل وتستخدم حق النقض (الفيتو) في كل القرارات بل إنها تؤيد تعنت إسرائيل ورفضها تنفيذ القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن ووافقت عليها أمريكا القرار (242) إنموذجاً.. في الوقت الذي حشدت فيه العالم ضد النظام العراقي في 2003م بذريعة امتلاكه أسلحة كيماوية والتي أثبتت الأحداث كذب هذه الإدعاءات وتحشد العالم اليوم لإصدار قرارات تفرض عقوبات ضد أي دولة عربية أو اسلامية نجدها تغض الطرف عن الملف النووي الإسرائيلي وتقف حائلاً بينها وبين الوكالة الدولية للطاقة الذرية فكيف تستقيم هذه السياسات ورغبة الأمريكيين في احلال السلام في الشرق الأوسط إن كانت هناك رغبة حقيقية؟. ولايوجد أوضح من الموقف اللاإنساني والمتعارض مع كل القوانين الدولية الذي وقفته الإدارة الأمريكية في مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان ضد القرارات التي استهدفت إدانة إسرائيل وتشكيل لجنة تحقيق دولية في جريمتها التي ارتكبت ضد (اسطول الحرية) المتجه إلى قطاع غزة. أمريكا بحاجة إلى تحرير نفسها من هيمنة اللوبي اليهودي وعلى الأمريكيين العمل من أجل استعادة دولتهم وحريتهم في التعبير فالمواطن الأمريكي الذي يعبر عن رفضه للسياسة الصهيونية يُنتقص من حقوقه ويُدان بتهمة نشر الكراهية فأي حرية ينشدها الأمريكيون في ظل هذا التسلط الصهيوني؟.