جميل أن يوزّع العَلَم الوطني على طالبات وطلبة المدارس المختلفة وجميل أيضاً ان تخصص له احتفالية مميزة لما تستطيع ان تصنعه مثل هذه الممارسات من تعزيز للثقافة الوطنية وتعميق لمعنى الانتماء والولاء للوطن، الوطن اليمني الكبير، واكبار لثوابتنا الوطنية. والأجمل من هذا كله ان يكون هناك قانون العلم الوطني الذي يجعله محمياً بقوة القانون من أية ممارسات أو أعمال قد تسيىء له أو تنتقص من قيمته الوطنية أو معانيه أو دلالاته الرمزية المعبرة عن إنجازات وطموحات وتطلعات الشعب والوطن. وهذا الاهتمام والتقدير والاحترام واحاطة العلم الوطني بالحماية القانونية والدستورية هو تعبير واضح عن عمق الولاء والرقي في ثقافتنا الوطنية، وأمام هذه الجهود والمبادرات الرائعة التي أجدها لتعزيز الثقافة الوطنية وتعميق مبادىء الانتماء والولاء لله والوطن وللوحدة الوطنية أجدني أتساءل: لماذا لا يشمل هذا الاهتمام الشعار الوطني للجمهورية اليمنية الله .. الوطن .. الثورة، وكذلك النشيد الوطني وحمايته من الاجتهادات والإضافة والتحريف في حروفه وكلماته المحددة بدقة ووضوح في الدستور والقانون اليمني؟. حيث درجت العديد من المدارس المختلفة أساسية وثانوية على الإساءة لهذه الثوابت الوطنية بطرق مختلفة ومنذ مدة غير قصيرة ومرد ذلك الانتماءات الحزبية للعديد من هذه الإدارات التي تحاول تسخير هذه المنشآت التربوية لخدمة ولاءاتها الحزبية الضيقة والمتشددة والبعض الآخر يسعى من وراء ذلك لمساندة الصراع الموجود على الساحة السياسية من خلال تهميش التربية الوطنية والولاء الوطني لدى الطلبة والنشء والتعبير عن مشاعره تجاه الوطن والمواطنين. ففي بعض المدارس الأساسية والثانوية أصبح الشعار الوطني الذي يهتف به الطلبة كل صباح كالتالي ( الله ثم الوطن ثم الثورة .. الوحدة ) بإدخال كلمة (ثم) على الشعار الوطني متحججين لذلك بعدم جواز الجمع بين الله والوطن والثورة .. كما هو وارد في أصل الشعار الوطني وان عملهم هذا هو تصحيح لخطأ قائم يعني ان الولاء لله أولاً ثم للوطن ثم للثورة مهملين بذلك ما يعنيه التقديم والتأخير في اللغة العربية وربما يكونوا غير عارفين بها أصلاً وما يحدث في هذه المدارس يعتبر مخالفة دستورية واضحة واستهانة واستهتاراً بالقانون وبالثوابت الوطنية وجريمة في حق الطلبة والطالبات وتربيتهم الوطنية، والادهى والأمر من كل هذا هو امتناع بعض الإدارات المدرسية أو اهمالها رفع العلم الوطني على ساريتها أو رفض تعليق الصور والشعارات الوطنية في إداراتها وصفوفها وعلى لوحاتها الجدارية . فهل يستحق كل هذا الذي تتعرض له ثوابتنا الوطنية وقفة صادقة تنتصر لها وتحميها من العبث والاجتهادات وتسمو بها فوق الصراع السياسي والحزبي وتحمي أبناءنا النشء وواحدية الوطن والشعب من هذا الإسفاف والعبث فهل نعي الخطر الكامن وراء كل هذا؟ .