في كلمته التي ألقاها بمناسبة الاحتفال بيوم الصحافة اليمنية الأسبوع الماضي أشار رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور إلى أهمية الرسالة الوطنية النبيلة التي تضطلع بها الصحافة والصحفيون في المجتمع وبناء اليمن الجديد، باعتبار أن المشتغلين في مهنة الصحافة مهنة البحث عن المتاعب من صناع الحرف والكلمة المبدعة والخلاقة والمؤثرة الحاملة لمشاعر التنوير وتطلعات التغيير إلى الأفضل تقع على عاتقهم مسئولية كبيرة في نشر الوعي الوطني وتجسيد أهمية الشراكة بين كل فئات ومؤسسات المجتمع في بناء الوطن والحفاظ على وحدته والدفاع عن ثوابته وترسيخ قيم الحب والانتماء لهذا الوطن الغالي. لقد لعبت الصحافة اليمنية أدواراً عظيمة في مختلف المراحل التي مرّ بها وطننا الغالي في تاريخه المعاصر وذلك في تعميق الوعي والحس الوطني وكانت الحاضن الوطني للتنوير والتغيير الذي حمل لواءه المناضلون ورواد التغيير عبر التضحيات والمواقف الشجاعة والكلمة المسئولة في مختلف ساحات الوطن. إن ما تحظى به الصحافة اليمنية اليوم من رعاية واهتمام من قيادتنا السياسية ومن مساحة واسعة من الحرية في إطار المناخ الديمقراطي ينبغي أن يقابله إدراك كل من يشتغل في هذه المهنة بحجم المسئولية الملقاة على عاتقه والدور الذي ينبغي أن يقوم به كصحفي في أداء مهامه ومسئولياته الصحفية بشرف وأمانة لخدمة هذا الوطن وتعزيز تقدمه وأمنه واستقراره. إن الصحافة الوطنية اليوم شريك أساسي في بناء وتنمية المجتمع ووسيلة فعالة لتعميق لغة الحوار وإدارة الخلافات السياسية بلغة حضارية تراعي مصلحة الوطن العليا كما أنها وسيلة هامة لنشر الوعي الوطني ونشر ثقافة وقيم الخير والمحبة والتسامح بين أبناء المجتمع اليمني الواحد ومواجهة وتعرية مروجي الفتن والأزمات وثقافة الكراهية والمناطقية والعنصرية والفرقة والتشرذم بين أبناء الوطن الواحد. إن ما يشهده الوطن اليوم من تحديات ومخاطر تهدد وحدته وأمنه ومنجزاته ومستقبل أجياله يتطلب من كل حملة الأقلام الشريفة والنزيهة المحبة لوطنها في كافة الصحف الوطنية أن تدرك مسئوليتها اليوم في مواجهة هذه المخاطر والتحديات وتجعل أقلامها وسائل فعالة للبناء والإصلاح والدفاع عن الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وليس معاول هدم وتخريب وتضليل وإفساد لكل معالم الخير والنماء والتقدم والتطوير لهذا الوطن. إن الكم الهائل من المطبوعات الصحفية المتنوعة التي تزدحم بها رفوف المكتبات وأكشاك بيع الصحف في الجمهورية اليمنية يدل دلالة واضحة على مدى اتساع الحرية الصحفية في ظل الديمقراطية والتعددية السياسية التي تشهدها بلادنا في الوقت الحاضر، وفي ظل هذا التزايد والتنوع في المطبوعات والإصدارات الصحفية أصبحت المنافسة شديدة فيما بينها للحصول على أكبر عدد من القراء والمشتركين , ومع تنامي الوعي السياسي والثقافي لدى الغالبية من أبناء شعبنا اليمني اليوم نتيجة ثورة التعليم واتساع وتنوع مجالاته أصبح التحدي الكبير أمام هذه الصحف يتمحور في كيفية حصولها على ثقة القارىء واهتمامه بما تتضمنه صفحاتها من موضوعات ومقالات وتحقيقات متنوعة , هذه الثقة لن تتحقق إلا إذا اتسمت هذه الصحف وما تحتويه بالدقة والموضوعية والمصداقية والملامسة للواقع المعاش والنقد البناء البعيد عن التهويل والتضخيم والتزييف للحقائق وصناعة الأزمات. فهل آن الأوان لصحافتنا اليمنية أن تدرك ذلك جيداً وتدرك بأنها اليوم في عصر تكنولوجيا المعلومات الذي أصبح من خلاله الفرد يقف أمام بدائل لا حصر لها من مصادر المعلومات المطبوعة أو المسموعة والمرئية , فمن خلال شبكة الإنترنت يمكن لأي منا اليوم الإبحار في كم هائل من المطبوعات الصحفية الإلكترونية المحلية والإقليمية والعالمية والمواقع الإخبارية المتخصصة وبالتالي لن يكون البقاء والنجاح في ظل هذا العصر إلا لمن يوفر المعلومات الصادقة والنافعة والحقيقية عن مختلف الأحداث والقضايا الداخلية والخارجية .