يحتفل الشعب اليمني الكريم اليوم الجمعة بأول يوم دخل فيه اليمن شعوباً وقبائل في دين الإسلام العظيم، هذا الدين الكريم استجاب له اليمنيون طواعية لما وجدوا فيه من دعوة إلى السماحة والأخوّة الحقة والترفع على الدنايا والصغائر. يحتفل اليمنيون اليوم بأول جمعة من رجب كل عام احتفاءً بهذه الشعيرة نزولاً عند قوله تعالى: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب). الإسلام دين الله ارتضاه لعباده في الحياة الدنيا ليعم السلام والطمأنينة ويشيع الحب بين عباده لأنه جعلهم إخوانا (إنما المؤمنون إخوة) فرابطة الأخوة كفيلة بإزالة الأحقاد والأحساد والأضغان. تهل هذه المناسبة على أبناء اليمن هذا العام لتذكّرهم بأفضل نعمة وأكبرها وأخطرها، فتبعث في نفوس اليمانين معاني المودة والتراحم والتعاطف، وتذكّرهم بالحفاظ على الوحدة التي هي من مقاصد هذا الدين الإسلامي الحنيف (واذكروا إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا، وكنتم على شفا حفرة من الناس فأنقذكم منها). أما حفرة النار فهي القطيعة والانفصال والتباغض، وأما النعمة فهي الوحدة واجتماع شمل الرحم وصلة القربى. اعتاد كثيرون من أهل اليمن أن يصوموا هذا اليوم مع يوم أمس الخميس احتفاءً بالمناسبة وشكر الله على ما رزقهم من نعمة الإسلام الذي يدعو إلى المحبة والاجتماع والتآخي، ولقد يكون من باب التذكير أن اليمانين اليوم في أمس حاجة إلى أن يتمثلوا تعاليم الإسلام وآدابه وأخلاقه. لقد دخل اليمنيون في الإسلام من أول رسالة، دليل على أن لديهم حساً حضارياً وأنهم في أمسِّ الحاجة إلى مرجعية إلهية تنظم شئون حياتهم وتجمعهم على كلمة سواء. فالحمد لله الذي أنعم علينا معشر اليمانين بهذا الدين الكريم القويم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.