منذ أن فُجرت سفارتا أمريكا في كل من كينيا وتنزانيا عام 96 عرفنا لأول مرة عن منظمة اسمها القاعدة وأن من اخترع هذا الاسم هو المليونير السعودي الجنسية اليمني الأصل أسامة بن لادن، وأنه قد استطاع تجنيد وجذب عدد كبير من الشباب في البلاد العربية وفي دول أخرى أجنبية ممن هم رعايا وهوياتهم أجنبية مائة بالمائة, وكانت قد وقعت هجمات كثيرة في مصر حملت اسم الجهاد الإسلامي امتد نشاطها إلى دول مجاورة لتشمل محاولة اغتيال الرئيس مبارك في مطار أديس ابابا في أقل من سنتين من حوادث الأقصر وميدان رمسيس بالقاهرة ضد سياح أجانب واغتيال عدة شخصيات مصرية ومحاولات أخرى لم تنجح.. فكانت هجمات سبتمبر بمثابة الإعلان الرسمي عن وجود تنظيم القاعدة بصوت أسامة بن لادن الذي تبنى الهجوم على برجي التجارة العالمية بنيويورك ووزارة الدفاع في واشنطن وحمد الله على نجاح العملية التي قال إنها تمت بتوفيق الله وعونه على أيدي المجاهدين الأوفياء لدينهم.. واليوم نتساءل وقد أطبقت الجيوش الأمريكية والأوروبية وحلفاؤهما مباشرة على العراقوأفغانستان وتمارس نوعاً من هذا العمل بصورة غير مباشرة في دول أخرى أفادتها مخابراتها أن أعداء أمريكا واسرائيل والصهيونية قد فاق عددهم في هذا العام وحده أكثر من ثلاثة أضعاف عما كان عليه عام 2001.. ماذا حققت القاعدة غير الاحتفاظ بحياة زعيمها أسامة بن لادن ومساعده الأبرز أيمن الظواهري غير الدمار والفوضى في البلدان العربية التي تسللت إليها عناصرها المتطرفة العمياء بعد احتلال أفغانستان الذي تم بعد عدة أشهر من تفجير البرجين في نيويورك ووزارة الدفاع في واشنطن..؟ لقد قضى على ماكان موجوداً من البنية التحتية ولم تسمح عمليات وتهديدات القاعدة بإقامة مشروعات مماثلة وكما نرى في أفغانستان ومنطقة القبائل في باكستان المحاذية لأفغانستان وعدة ولايات باكستانية انضم عدد من شبابها في حركة طالبان المتحدة مع طالبان أفغانستان محلياً ومع القاعدة في النطاق الجغرافي وفي الدول الأخرى إسلامية, عربية, أجنبية. إن القاعدة تسببت في جلب المزيد من الجيوش والأسلحة الأمريكية وأعطت المجال الجوي لضرب القيادات القاعدية والأماكن التي يشتبه تواجدها فيها ومن بينها المواقع القريبة من المشروعات الاستراتيجية, وامتد نشاط القاعدة إلى البنية التحتية كما في اليمن، حيث تعرضت محطات الكهرباء وأنابيب النفط والشاحنات الكبيرة التي تنقله والسياح الأجانب للضرب الأمر الذي أضر كثيراً بالتنمية والاقتصاد والسياحة سلباً. فهل سيقف الشعب اليمني مكتوفاً إزاء هذا التخريب القاعدي وقد وضحت له الصورة بأن أعداء الوطن والأمة هم المستفيدون وليس العكس من نشاط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أو في المغرب الإسلامي أو في العراق أو في أي مكان وأن هذا التنظيم وزعيمه الذي تعرف المخابرات الأمريكية والاسرائيلية مكانه هما السبب الرئيسي الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه من فوضى إدارية وضيق معيشة وضياع المال العام..؟