بعد أن تعرضت الولاياتالمتحدةالأمريكية للعديد من الهجمات الإرهابية من خلال الهجمات التي تعرضت لها سفاراتها في عدد من الدول، وأخيراً ما تعرضت له من هجمات استهدفت مؤسساتها الاقتصادية التجارية والدفاعية في كل من نيويورك وواشنطن .. قررت حكومتها أو إدارتها في البيت الأبيض إعلان الحرب ضد الإرهاب في العالم .. والبدء بالهجوم على افغانستان بعد أن رفضت حكومتها (طالبان) تسليم (أسامة بن لادن) قائد تنظيم القاعدة وكل القيادات القاعدية في افغانستان.. بصفة تنظيم القاعدة هو المسئول عن كل الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة ممثلة في سفاراتها خلال العالم، والمتهم الأول في هجمات سبتمبر على برجي التجارة ووزارة الدفاع الأمريكية. وقد لقي قرار الولاياتالمتحدة التفافاً دولياً، وتحالفاً عالمياً لشن حرب على الإرهاب، وبالتحديد تنظيم القاعدة في افغانستان، وحيث ما يتواجد في العالم، وقررت الإدارة الأمريكية موقفاً محدداً وواضحا يقضي بأن من ليس مع الولاياتالمتحدة، فهو في الجانب الآخر المعادي لها (الإرهاب) .. وفعلاً وتحت تأثير هجمات سبتمبر الفاجع على الإدارة الأمريكية، وفي حالة غاضبة يعلن بوش الابن ان الحرب ستكون صليبية ضد المسلمين ، ومع مرور الوقت بدأ (يعتدل) عقل البيت الأبيض، ويحصر اعداءه في افغانستان، وفي بعض الدول العربية غير الموالية للغرب، والمقاومة للوجود الصهيوني ولذا قرر أثناء حربه ضد افغانستان أن يبدأ الحرب الإعلامية والسياسية بأشكال متعددة ضد تلك الدول بتهمة انها تؤوي الإرهاب، وتوفر ملاذاً آمنا للقاعدة، وتتيح لها التدرب في بلدانها بما في ذلك الصومال. ومن أهم التدابير في هذه الحرب (إغلاق السفارات) الأمريكية في هذه البلدان كإجراءات دبلوماسية وسياسية تعبر عن عدم الرغبة في الأنظمة التي تحكم ، واعتبارها جزءاً لا يتجزأ من المنظومة الإرهابية في العالم. بلادنا بحكمة ، وحنكة، وجرأة... بدأت تواجه هذا التصنيف اللامسئول، واللا موضوعي من الإدارة الأمريكية، وبدأ الرئيس علي عبدالله صالح يطالب بتعريف محدد للإرهاب يتفق عليه عالمياً حتى لا يتم الخلط بين (الإرهاب وبين النضال ضد الاستعمار، ومن أجل التحرر والاستقلال) معلناً أن (حماس – وحزب الله) يحاربون دفاعاً عن أوطانهم، وعن حريتهم، ولاسترداد حقوقهم المغصوبة. مؤكداً أن اليمن لن تكون الا ضد الإرهاب مع النظام الدولي، وقد اتخذت العديد من الإجراءات، والعمليات ضد الوجود القاعدي في اليمن أدت إلى تحجيم هذا التواجد وتقليصه، بل ومغادرة العديد من عناصر القاعدة هرباً إلى خارج اليمن ... منطلقة من ان اليمن جزء من التحالف الدولي الذي يتوجب ان يدعم ويساند اليمن مادياً وسياسياً وأمنياً وعسكرياً (من حيث التجهيزات) لكن النظام العالمي (الولاياتالمتحدة) طنشت وتركت اليمن لوحده .. بل اتخذت بين الحين والآخر مواقف وتدابير تشكك في قدرات اليمن... مثل هذه التدابير التحذيرات المتكررة لمواطنيها من السفر إلى اليمن وإغلاق سفارتها عدة مرات في صنعاء، وتتبعها عدد من الدول مثل بريطانيا وفرنسا واليابان اللاتي اغلقت سفاراتها في اليمن في الأسبوع الأول من يناير ... مع أن ذلك يخل بالتحالف ، والمعنوية اليمنية، ويرفع من معنويات الإرهاب .. ويولد القلق العام .. رغم أن مثل هذه الإجراءات لم يكن هناك أي مبرر لها .. لأن القاعدة في اليمن واقعة تحت السيطرة في اليمن، واليمن اتخذت كل التدابير الأمنية لحماية السفارات، وجعلها أبعد ما يكون ان تطالها القاعدة .. وعليه فإننا نقول ان إغلاق السفارات لمجرد تهديدات يشكك ويثبط الهمم بالقدرات اليمنية التي اثبتت فاعليتها في مواجهة القاعدة وإفشال هجماتها من خلال الهجمات الاستباقية على مجاميع القاعدة وبنجاح في العديد من المحافظات، والسفارات محمية ..ولا نحب ان تتكرر عملية إغلاق السفارات.