حين ضرب الإرهاب الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال استهداف أهم المؤسسات فيها مثل مركزي التجارة في نيويورك، ووزارة الدفاع في واشنطن “دي، سي” في ال” 11” من سبتمبر 2001م خرج الرئيس الأمريكي «جورج بوش» الابن بإعلان الحرب الصليبية، ضد الإسلام والمسلمين متهماً إياهم بأنهم وراء الهجمات التي تعرضت لها الولايات المحلية.. مؤكداً أن من ليس مع الولاياتالمتحدة في هذه الحرب فهو ضدها ..وكان خطاباً متسرعاً متشنجاً سرعان ما تم انتقاده، وإعادة تصحيحه إلى خطاب دبلماسي بدأت تتلاشى منه التشنجات، والاندفاعات، وأن الرئيس لم يكن يعني سوى الإرهاب الذي طال الولاياتالمتحدة.. وتركت الحرب ضد الإرهاب مفتوحة مطاطية.. وحسبها شنت الولاياتالمتحدة حربها ضد «القاعدة» ونظام “طالبان” في أفغانستان حين لم تنصاع «حكومة طالبان» وتسلم «زعيم القاعدة» الشيخ «أسامة بن لادن» وتطرد القاعدة من أفغانستان. لكن ظلت الولاياتالمتحدةالأمريكية تستخدم تهمة الإرهاب، واجبها في مكافحة الإرهاب ضد العديد من شعوب العالم، ذات الحكومات المحافظة والرافضة للسياسية الأمريكية ..مع أن معظم دول العالم، ودون استثناء أعلنت أنها في تحالف دولي ضد الإرهاب ..لكن أيضاً طالبت العديد من حكومات العالم بتحديد معنى محدد للإرهاب، ووضع برنامج دولي لمكافحته من خلال آلية دولية حتى لا تبقى حكاية الإرهاب ذريعة وحجة لشن الحرب ضد الشعوب غير الموالية للنظام الجديد الذي تريد فرضه على العالم «العولمة» أو بلفظ أصح «الأمريكية» وهو فعلاً ما مارسته الإدارة الأمريكية ضد العديد من شعوب العالم، وحتى اليوم. المهم أن هذا كله ضمن استراتيجية أمريكية لتخريب وتدمير العالم العربي الإسلامي فهي من دعم وساند وأشرف على إنشاء «القاعدة» وكذا إنشاء طالبان من مجموعة طلاب في بيشاور الباكستانية لمحاربة الوجود السوفيتي في أفغانستان حتى نجحت في ذلك، لكن وبعد ذلك رأت نفسها وجهاً لوجه مع القاعد ..وهكذا مضت الحرب مع القاعدة وعلى مستوى العالم إلى أن وجهوا إلى البلاد العربية والإسلامية كجهاديين وثوار تماماً كما وجهوا إلى أفغانستان ضد السوفيات كجهاديين وثوار ضد الشيوعية والإلحاد. إن الإدارة الأمريكية حسب أهدافها تسمى القاعدة «إرهابيين» حين يكون تواجدهم وعملهم يهدد مصالحها.. وحيث يكونون مع مصالحها فهم «مجاهدون وثوريون» كما هو حاصل في البلاد العربي وتقوم بدعمهم ومساندهم والترويج لهم تحت ما يسمى بثورة «الربيع العربي» وهي تقوم بذلك كي تضرب عصفورين بحجر، فإن اسقطوا الأنظمة العربية فذلك المراد، وإن نجحت الأنظمة في تدميرهم ..فذلك هو مرادها ..فحيث ينجح الإرهاب سوف يعود لتدمير نفسه بنفسه من خلال المواجهة فيما بينهم، وإن فشلوا وقضى عليهم النظام فذلك هدف الإدارة الأمريكية فهي تعلم أن المسلحين في سوريا وأعلنت أنهم إرهابيين وأعلنت ذلك، لكنها ما زالت تدعمهم ضد الدولة والشعب السوري ..فإن انتصروا تخلصت أمريكا من نظام مقاوم ممانع وإن فشلت وأجتثهم الجيش السوري يكون أيضاً قد خلص الأمريكان منهم في الوقت نفسه يكونوا قد دمروا وضربوا سورية ليعيدوها عشرات السنين إلى الخلف كهدف أمريكي صهيوني. رابط المقال على الفيس بوك