فراشات صغيرة..ويرقات أبت إلا كسر حاجز الخوف، أصوات تصرخ، تنادي، تستنكر، تطالب بالأمان بالسلام، بالحب ، بالحنان بالرعاية، أطفالنا زهور أعمارنا، فلذات أكبادنا، هم معنى الابتسامة ومعنى الحياة، أين حقوقهم؟!. أين غيث السماء من أقلام وبنود ومسودات وقرارات بحمايتهم من شر ما يحيط بهم. أطفالنا همزة الوصل بين الحاضر والمستقبل، الأمل والغد الآتي بباكورة العيش الرغد والشمس المشرقة، وأفولها إن حجبت بغيوم سوداء، كقلوب البشر التي لا ترحم براءة انتهكت، وطفولة انسلخت من جلودها؟! لعلنا نعي ونفهم وندرك بأن لا وطن ولا مستقبل إلا بطفولة خالية من العنف والمرض، ومليئة بالصحة والعلم والأمل، بعيدة كل البعد عن الجريمة. حقوق أطفالنا محفوظة ولكن لدى بعض الأسر تلك التي لا تستهين بهم وبمتطلباتهم وبتحقيق حق الرعاية والاهتمام بشتى جوانبه! ولكن أين حقوق أطفال الشوارع، وأطفال العمالة المبكرة، وفتيات الزواج المبكر والعنف الأسري، والعنف الاجتماعي، والعنف الجسدي أين تلك الحقوق. لأطفالنا الحق في العيش الكريم، لأطفالنا الحق في اللعب،الحق بالصراخ، وعلينا نحن كمنظمات ومؤسسات وحكومة تنفيذ وتسهيل هذه المتطلبات البسيطة. وما أبسطها من حقوق تلك التي تطالب بها نسيبة لتستريح روحها الطاهرة عند مولاها رب العباد، أهو كثير عليها أخذ حق العدالة بمن انتهك براءتها وسفك دمائها، بدم بارد وملامح مسخ بشري. أهو كثير عليها، أن تناشد قلوب القضاة والمسئولين بأن يرحموها ومثيلاتها ممن فتكوا بقلوبهن الصغيرة المفعمة بالحب والبراءة والطهارة وأن يقتصوا لها به بحكم الله وبما قضاه، لماذا المماطلة ولماذا كل هذا الروتين والتساهل بتنفيذ القصاص العادل، هذه أبسط حقوق نقدمها للطفولة، فانتهاك الطفولة أصبح قاب قوسين وأدنى من الانفلات الأخلاقي والاجتماعي، والابتعاد الكلي عن الدين وتعاليمه. وزيادة معدل الجريمة..والأدهى من ذلك التساهل بمعاقبة الجاني وكأن من سفك دمه قطة صغيرة. حقوق الأطفال في دول أوروبا تأخذ المرتبة الأولى في المحاكم وعلى مانشيتات الصحف!!وتتحول القضية من جريمة لقضية رأي عام. صرخة قلم تبكي مرارة ما تقاسيه الطفولة، ودموع ندم على أرواحهم، ونظرة استنكار واستغراب منا تجاه مجتمع صامت!!وردود أفعال لا مبالية من محاكم نائمة، وقضاة لا يبتون دون تخاذل أو تردد. حقوق أطفالنا، ليست محصورة فقط بالأكل والشرب، والملبس وإنما بالحماية والرعاية،حمايتهم من ما يحيط بهم من عنف، وما يظمر لهم من شر، حقوق أطفالنا، بالعلم والكتاب. وليس بما يقال ! حقوق أطفالنا بالتنشئة الطيبة، وشعورهم بالأمان، حقوق أطفالنا حمايتهم من الحروب واستغلال ذوي النفوس المريضة لبراءتهم في الإرهاب والدمار، وأغراض التسول وقتل طفولتهم بالعمل الشاق، لأطفالنا مستقبل فكيف نحمي جيل الغد ومستقبل الوطن؟! وغصن السلام!! الكل يتردد ويقرر ويرفع الشعارات مطالباً بالحد من زواج القاصرات “الزواج المبكر”..رفعت القرارات وعُمدت بالأختام وتمت مناقشتها بالمجالس المحلية ومجلس الشورى والمجلس النيابي؟! وماذا بعد!!و ما هي النتيجة!! زواج آخر لطفلة أخرى، وموت سريع وجريمة تضم لمئات الجرائم، وملفات تتلوها ملفات مكدسة ومغلفة بشريط أسود؟! تحتضنها دواليب وأدراج المحاكم. وتظل روح نسيبة وقريناته ممن اغتيلت طفولتهن تئن من القهر والألم، تزور كل ليلة محبيها متوسلة بأخذ ثأرها لترتاح وتطمئن مع ملائكة السماء. ترى إلى متى الصمت؟ إلى متى سنظل نطالع كل يوم على صفحات الجرائد صورة طفلة أو طفل قُتل دون ذنب اقترفه أو جرماً أو دين به ! سوى أنه طفل وقلب صغير لا يستطيع الدفاع عن حقوقه ونفسه!! لعلنا نبحث عن إبرة في كومة قش!! ولكن لازال الأمل يحبوا فينا! وربما ستتغير الأمور من سيىء للأحسن هذا أملنا بتحقيق العدالة، وتوازن الحقوق والتنفيذ والعمل السريع للبت بقضايا الطفولة. وإصدار قانون اسمه قانون حقوق الطفولة يحمي أطفالنا ويأخذ حقوقهم حتى وإن كانت بفم الأسد؟! هذا والله من وراء القصد