مسكين هو الشارع الرياضي في اليمن الذي يتابع مجريات كأس العالم بشراهة غير طبيعية كبيراً كان أم صغيرا عجوزا أم شاباً في ظل المتعة والأداء الممتاز الذي ظهرت به بعض فرق دولية لم يكن لها مكانة بين الكبار وباجتهاد وإصرار المسئولين في دول تلك الفرق أصبحت اليوم تصارع الكبار ولا زال منتخبنا الوطني لكرة القدم محلك سر غير قادر على أداء مباراة تصل لأقل القليل من أداء بعض فرق الدول المشاركة في كأس العالم بجنوب افريقيا2010م. فمن حقنا كشعب يمني ومحبين لكرة القدم أن نحلم بأن يصل منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس العالم ولن يتحقق ذلك الحلم إلا بتضافر الجهود جمعاء من مسئولين وأجهزة فنية ولاعبين للظفر وتحقيق هذا الحلم الذي يعتبر حلماً مشروعاً وحقاً لكل مواطن يمني أن يفخر بمنتخب بلاده. ولعل المتتبع لأوضاع منتخباتنا اليمنية يعي جيداً أن حلم مشاركتنا في نهائيات كأس العالم يتبخر ويذهب أدراج الرياح ولن يتحقق في ظل سوء التخطيط والإدارة والعمل لدى المسئولين على كرة القدم في بلادنا.. الذين عجزوا عن إنشاء منتخب قادر على تحقيق الحلم وتشريف اليمنيين في المحافل العربية والعالمية، وكلنا يعرف حقيقة مفادها بأن اليمن بها المواهب والإمكانيات ما فيها. ويكتفي جمهورنا وفي ظل خيبة أمله بمتابعة مجريات الفعاليات العالمية لعدم وجود مستوى فني راقى ومقنع يمكننا جميعاً من متابعة مجريات الفعاليات الرياضية المحلية يلجأ إلى شاشات التلفزة للاستمتاع فيهجر مدرجات الملاعب التي اشتكت الوحدة وعزوف المشجع عنها. ولعل ما يصرف من أموال طائلة للاستعدادات والتجهيز وكذا التعاقدات مع أجهزة فنية ومن ثم فسخ العقد والبحث عن آخر في كل مرة.. فإن تلك الأموال المهدورة دون أن تستغل بالشكل الأمثل تستوجب ولو من باب الاجتهاد الشخصي أن يكون هناك منتخب رياضي قوي قادر على المنافسة ولكن العشوائية والتخبط تحول دون حصول ذلك وإهدار الأموال دون فائدة. فالمنتخبات اليمنية دائما ما تتمركز على أسماء بذاتها (هي.. هي) والتي تكون نتاج التدخلات غير المقبولة من قبل بعض المسئولين في فرض بعض اللاعبين ضمن التشكيلة. فمنذ أن عرفت وتابعت لعبة كرة القدم المحلية نرى وجوهاً لم تتغير في منتخباتنا متناسياً المسئولين في كرة القدم أهمية تنشئة الصغار حتى يصبحوا كباراً في أدائهم لتشريف بلادهم، ولعل خير دليل على ذلك التناسي المعهود من قبل المسئولين الإهمال الذي حظي به منتخب الأمل الذي وصل إلى نهائيات كأس العالم للناشئين في فنلندا ولم تقم له قائمة أو نسمع بأن هناك مبادرات تمت للارتقاء ورفع مستوى جاهزية ذلك المنتخب الذي رفع رؤوس اليمنيين وشرف الوطن في المحافل الدولية.. اختفى وانتهى وبالنظر إلى المنتخبات الناشئة الأخرى نرى أنها ونقصد اللاعبين باتوا اليوم من أشهر نجوم العالم ويلعبون في منتخبات الكبار وتسطر الإنجاز لأنديتها ومنتخباتها. ولعل السؤال الذي يفرض نفسه دائماً : لماذا لا يمكننا كيمنيين أن يتحقق حلمنا ويصل منتخبنا إلى كأس العالم ويصارع الكبار في إطار المستديرة التي سلبت عقول الملايين من عشاقها في العالم؟! السؤال مطروح لكم أعزائي القراء وللمسئولين عن كرة القدم في بلادنا لعلنا نجد الإجابة التي تريح عقولنا من التفكير المتواصل وتجعلنا نتوقف عن الحلم بعد أن نراه حقيقة تحققت لكافة اليمنيين، ويجب على الجميع أن يستوعبوا أن لا مستحيل في ظل التخطيط السليم والعمل بأسلوب علمي صحيح وأن النتيجة وإن تأخرت لكننا لا بد وسيأتي اليوم لنصل إليها. والواقع خير دليل لقصة منتخبات دول كانت تتلقى بالأمس الهزائم من أضعف المنتخبات وكانت لا تعرف عن لعبة كرة القدم إلا أنها 22 لاعباً داخل مستطيل أخضر يهرولون خلف الكرة .. واليوم هاهي تفرض تواجدها وفرضت على الجميع الاعتراف بها ورسمت لنفسها الطريق نحو العالمية ووصلت إليه وأجبرت الآخرين على أن يطلقوا على منتخباتها منتخباً عالمياً. [email protected]