لقرون عديدة ظلت تركيا منكفئة على نفسها واتجاهها نحو الغرب، وعضوة في حلف الأطلسي (الناتو).. ولذا يثور الجدل اليوم حول التحول السياسي الإقليمي ل(تركيا) وهو تحول جاد جداً وخاصة بعد العدوان الصهيوني على غزة أواخر العام 2008 وتصاعد الموقف التركي ضد العصابات الصهيونية بعد العدوان على قافلة الحرية التي قادتها تركيا نحو غزة بهدف كسر الحصار. حيث كان العدوان على أسطول الحرية قد صعّد من شدة الموقف التركي، ووصول العلاقات التركية الصهيونية إلى أدنى مستوى لها منذ اعتراف تركيا بالكيان الصهيوني في أربعينيات القرن الماضي. هناك من يقول: إن تركيا وجدت فراغاً إقليمياً في المنطقة فتحركت استجابة لمصالحها لملء هذا الفراغ.. خاصة بعد أن نجحت بقيادة (أردوغان) في الإصلاحات السياسية والاقتصادية وتحركها جاء أيضاً بمقتضى عقيدة جديدة مفادها أن مصالحها لدى الغرب لن تتحقق إلا من خلال وجود تركي إقليمي قوي.. وان هذا الوجود الإقليمي بوابته (فلسطين) وهكذا بدأ الموقف التركي قوياً وفعالاً إلى جانب (غزة) أثناء وبعد عدوان 2008م.. إضافة إلى تبني تركيا الوساطة بين سوريا والصهاينة لإحلال السلام ثم جاء عدوان الصهاينة على أسطول الحرية إنها فرص متتالية استثمرتها تركيا بكفاءة عالية، واستطاعت أن تثير المجتمع الدولي الشعبي ضد الصهاينة وتستدعي شعوب العالم إلى مواصلة أساطيل الحرية حتى رفع الحصار عن غزة.. بل إنها قد حققت تواجداً شعبياً في العالم لوحظ أثناء المظاهرات في كل العالم من خلال رفع العلم التركي إلى جانب علم فلسطين وصور أردوغان.. ووصلت رسالتها التي أرادت إلى الغرب الأوروبي والأمريكي. صحيح أن تركيا تعود لإحياء وجودها في المنطقة.. لأن مصالحها تبدأ من المنطقة.. ومنطقي أن يكون ذلك عبر الوقوف مع عدالة القضية العربية الفلسطينية، وعبر التقارب التركي العربي، ومن خلال التقارب مع القوة الإقليمية الإسلامية (إيران) وهذا لا يعني أن (تركيا) أدارت ظهرها لأوروبا (تركيا) ستحقق أهدافها داخلياً وخارجياً وسياسياً، واقتصادياً جنباً إلى جنب مع إيمانها بعدالة القضية العربية الفلسطينية وعلى كل حال فإن مواقف تركيا قد حركت المجتمع الدولي الشعبي فتعزز الموقف الداخلي مع حزب العدالة.. وعززت من تواجدها العربي الإسلامي الإنساني.