“تركيا” أردوغان، والعدالة والتنمية.. بعد أن نجحت في إحداث إصلاحات الداخل اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وإخراج الجيش من الساحة السياسية إضافة إلى تلك التطويرات والإصلاحات الدستورية والقانونية لصالح المزيد من الأمان على الديمقراطية وحريات المواطنين الشخصية... وكل هذا تم بقوة الدستور والقانون، وقوة الإرادة السياسية لدى حكومة “حزب العدالة والتنمية” برئاسة “رجب طيب أردوغان” الذي سيكتب عنه مستقبلاً أنه رائد التحديث والعصرنة التركية. “أردوغان” يطمح إلى جعل بلده “رقماً دولياً” أيضاً.. ولم يتحقق لتركيا ذلك عبر الغرب رغم عضويتها في حلف الأطلسي، واتجاهها نحو الغرب منذ فعل ذلك مصطفى أتاتورك قبل عقود من الزمن.. ورغم أن العلاقة التركية مع الغرب طويلة ورغم عضويتها في حلف الأطلسي.... فالاتحاد الأوروبي لم يقبل بها عضواً فيه حتى جاء أردوغان في السنوات الأخيرة وأدرك ذلك.. ووجد أن الوجود التركي عالمياً يبدأ من إثبات الوجود التركي إقليمياً... فاتجه نحو سوريا، واتجه نحو موسكو.. ويتحول بالسياسة التركية التحالفية مع الصهاينة إلى سياسة المواجهة مع العدو الصهيوني، وإدانة لعدوانيته وعنصريته وإرهابه ضد الشعب الفلسطيني، وحصاره لشعب غزة وحربه الإجرامية ضدها في عام 2008م وتبني حملة ضد العدو الصهيوني لقيامه بالقرصنة البحرية بواسطة جيشه ضد قافلة الحرية المتجهة إلى غزة... كل هذا جنباً إلى جنب مع رفع مستوى العلاقات السياسية وتشبيك المصالح التركية مع سوريا ولبنان بهدف تعزيز الوجود الإقليمي لتركيا، ولعب دور إيجابي في المنطقة والوصول بتركيا إلى الموقع الذي يمكنها من صياغة القرارات والمواقف الإقليمية سواء فيما يخص الإقليم، أو فيما يخص السياسة الدولية. وتواصل الحكومة التركية “إدارة ظهرها للغرب” والمزيد من الاتجاه نحو الشرق.. فها هي العلاقات الصينية – التركية تطوي الخلافات فيما بينها بسرعة الضوء، وتتجاوز الخلافات إلى تقارب بل وشراكة وصلت ذروتها إلى إقامة مناورة جوية مشتركة “تركية – صينية” أثارت حفيظة الغرب الذي حذر من كشف أسرار سلاح الناتو للصينيين... بل ووصل التبادلات التجارية بين البلدين إلى نحو 14.2 مليار دولار. “أردوغان” يطمح أن تقود بلاده حلفاً جديداً يعيد التوازن الدولي ويضع تركيا في الواجهة الدولية.. ويمكنها من إحلال السلام العادل في المنطقة.. وترى تركيا “أردوغان” الحلف يمكن أن يكون من “تركيا – روسيا – الصين” ويفتح الباب لمن يريد.. فهل تنجح تركيا؟ هذا ما ننتظره؟!.