تحقيق الوجود التركي يتركز في الشرق العربي الإسلامي وليس مع الغرب.. هذا الغرب الذي مازال يرفض تركيا كعضو في الاتحاد الأوروبي.. مع أنه عضو في حلف الناتو “الأطلسي” أي أن الغرب يستفيد من عضوية تركيا في الأطلسي عسكرياً ويلزمها بكل التزامات “حلف الأطلسي” تجاه العدو الصهيوني ..لكنه لايستفيد من الغرب الذي يرفض انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ودخول منطقة “ اليورو” وهو التكتل الاقتصادي الكبير الذي حرمت تركيا منه. وعليه .. فتركيا “جغرافياً” في شمال سوريا،والعراق،وتطل على لبنان،ومصر،وليبيا من خلال جبهة بحرية عريضة على البحر المتوسط من ناحية الشرق .. وتحد أيضاً إيران،لتقترب من باكستان الدولة الإسلامية،كما أن تركيا ترتبط بسهولة ويسر مع المغرب العربي عبر المتوسط .. ولاتبتعد كثيراً عن السودان والجزيرة العربية.. وهي مناطق يجمعها بالوطن العربي والإسلامي إرث تاريخي وعقيدي كبير.. ومن مصلحة تركيا أن تتجه نحو الوطن العربي الإسلامي،حيث تتوافر لها فرص كبيرة وواسعة تجارية،واستثمارية،وخدمية وفي مجالات البناء،والسياحة وغير ذلك .. ناهيك عن ما يمثله الوطن العربي والإسلامي المحيط من سوق كبيرة وواسعة للمنتجات التركية.. وهذا كله يصب في مصلحة تركيا،وتحقيق وجودها السياسي،والعسكري في المنطقة ويمكنها من امتلاك دور إيجابي وبنّاء في قضايا المنطقة يمكنها من الريادة وتصبح لاعباً رئيسياً في السياسة الدولية، بدلاً من أن تظل دولة ملحقة ب«حلف الأطلسي» وترغم على علاقات مع العدو الصهيوني على حساب علاقاتها بالعرب والمسلمين وكل الأحرار في العالم. إن السياسة التركية التي بدأت بالانحراف بعد الانتخابات الأخيرة وفوز حزب العدالة والتنمية عن النهج الذي بدأته ..فهي بذلك تهد،وتخرب ما بنته من مكاسب كبيرة مع الوطن العربي الإسلامي..وذلك يعد ضد طموحات تركيا في النهضة،وفرض نفسها كقوة لاعبة في السياسة الإقليمية،وبالتالي في السياسة الدولية..التي لن تتحقق لتركيا إلا من الشرق العربي الإسلامي.