التعاطي العربي مازال تعاطياً متخلفاً تقليدياً مع المجتمع الدولي .. هذا التعاطي إما بالعداء الكلي، أو بالتحالف الكلي، ولم يستوعب أن العالم والعلاقات الدولية تحكمها المصالح، والمصالح فقط والمشكلة حين نسمع المفكرين، والمثقفين العرب، وكذا السياسيين في القنوات الفضائية لايجسدون سوى تفكير، وثقافة النظام العربي .. فأهدافهم وغاياتهم إرضاء النظام العربي “النظام العربي القطري” وليس مصالح النظام العربي. على سبيل المثال .. تعالوا معي لنتوجه صوب الدولة التركية.. تركيا أعادت تقييم العلاقات مع الغرب، ومع الجوار العربي والإسلامي بعد أن ظلت أسيرة العلاقات التحالفية مع الغرب، ووصل التقييم إلى وجوب إقامة علاقات تفرضها مصالح “ تركيا” ومصالح تركيا تبدأ من الجوار العربي والإسلامي.. فصارت علاقتها ب “الكيان الصهيوني” في أسوأ حال .. وتقدمت وتطورت علاقاتها مع سوريا الجارة الأولى ومع إيران الجارة الثانية، ومع لبنان، وقد قطعت العلاقات العربية التركية الإيرانية شوطاً كبيراً، وإلى حد إستراتيجي في زمن قياسي جداً.. رغم الخلافات الطائفية والمذهبية .. وتسير تركيا إلى تعزيز علاقاتها مع الجوار العربي الإسلامي، جنباً إلى جنب مع علاقاتها مع الصين وروسيا والهند .. وغيرها.. وهي خطوات منطقية بالنسبة ل«رجب طيب أردوغان» الذي يسعى إلى فرض “تركيا” كقوة إقليمية على الغرب، وبالذات الاتحاد الأوروبي الذي تطمح تركيا للانضمام إليه. المفترض من العرب أن يدركوا أهمية تعزيز العلاقات السياسية والعسكرية مع الجوار الإسلامي وفقاً للمصالح العربية والسير بنفس النهج السياسي مع الصين، وروسيا واليابان والهند وجنوب أفريقيا ودول أميركا اللاتينية وفقاً للمصالح العربية، وليس وفقاً لما يمليه الغرب عليها وذلك لتعزيز المكانة العربية اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً، وفرض الوجود العربي على الغرب بندية ومساواة وعدالة،بدلاً من علاقات التابع للمتبوع.